الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أولئك} الذين فعلوا ذلك {على هدى} يعني بيان.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفت صفتهم على بيان من ربهم ونور "وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلحونَ "يقول: وهؤلاء هم المنْجِحون المدركون ما رَجَوا وأملوا من ثواب ربهم يوم القيامة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

تأويل الهدى ما ذكرنا في هذا الموضع من التوفيق والعصمة والمعونة...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

" على هدى من ربهم "أي على حجة من ربهم.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

لاستجماعهم العقيدة الحقة والعمل الصالح.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} على بصيرة وبينة ومنهج واضح وجلي، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: في الدنيا والآخرة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كانت هذه الخلال أمهات الأفعال، الموجبة للكمال، وكانت مساوية من وجه لآية البقرة ختمها بختامها، بعد أن زمها بزمامها، فقال: {أولئك} أي العالو الرتبة الحائزون من منازل القربة أعظم رتبة.

{على هدى} أي عظيم هم متمكنون منه تمكن المستعلي على الشيء.

{من ربهم} تذكيرا لهم بأنه لولا إحسانه ما وصلوا إلى شيء. ليلزموا تمريغ الجباه على الأعتاب، خوفاً من الإعجاب.

{وأولئك هم} أي خاصة {المفلحون} أي الظافرون بكل مراد...

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

الفائزون بكلِّ مطلوبٍ والنَّاجُون من كلِّ مهروبٍ لحيازتِهم قُطريْ العلمِ والعملِ.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{عَلَى هُدًى}: عظيم كما يفيده التنكير، وذلك الهدى حاصل لهم، وواصل إليهم {مِنْ رَبِّهِمْ} الذي لم يزل يربيهم بالنعم؛ ويدفع عنهم النقم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومن هدي فقد أفلح، فهو سائر على النور، واصل إلى الغاية، ناج من الضلال في الدنيا، ومن عواقب الضلال في الآخرة؛ وهو مطمئن في رحلته على هذا الكوكب تتناسق خطاه مع دورة الأفلاك ونواميس الوجود؛ فيحس بالأنس والراحة والتجاوب مع كل كائن في الوجود...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

{هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} ممن لا يستدرك عليه، فإن دلّك دلّك بحق، إذن، الهداية والدلالة الحقة لا تكون إلا لله.

ثم هناك فرق بين هدى من الله، وهدى من الرب، فالرب هو الذي ربّاك، هو الذي أوجدك من عدم، وأمدك من عدم، وأعطاك قبل أن تعرف السؤال،وهكذا نتبين أن الربوبية عطاء، أما الألوهية فتكليف. {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفلاح نتيجة الهدى الذي ساروا عليه واتبعوه، كما قال تعالى: {قد أفلح المؤمنون (1)} [المؤمنون]، والفلاح أصله من فلاحة الأرض بالحرث والبذر والسقي، وإذا كانت الأرض وهي مخلوقة لله تعطي كل هذا العطاء. فكيف يكون عطاء من خلقها.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

جملة (اُولئك على هدىً من ربّهم) توحي بأنّ هداية اُولئك قد ضُمنت من قبل ربّهم من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ التعبير ب (على) دليل على أنّ الهداية كأنّها مطيّة سريعة السير، واُولئك قد ركبوها وأخذوا بزمامها، ومن هنا يتّضح التفاوت بين هذه الهداية، والهداية التي وردت في بداية السورة، لأنّ الهداية الاُولى هي الاستعداد لقبول الحقّ، وهذه الهداية برنامج للوصول إلى الغاية والهدف.

ثمّ إنّ جملة (اُولئك هم المفلحون) التي تدلّ على الحصر وفقاً للقواعد العربية، توحي بأنّ هذا الطريق هو الطريق الوحيد إلى الإخلاص، طريق المحسنين، طريق اُولئك المرتبطين بالله وخلقه، وطريق اُولئك الذين يؤمنون إيماناً كاملا بالمبدأ والمعاد...