فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (5)

{ أولئك على هدى من ربهم } مكنهم الله تعالى من هدايتهم إليه ، ومكن الهداية من صدورهم ، وكتب في قلوبهم الإيمان .

{ وأولئك هم المفلحون } وأصحاب هذه الأقدار الرفيعة ، والحظ العظيم ، هم أصحاب الشرف العالي ، والنجح والفوز والظفر بما رجوا في أولاهم وعقباهم ، فإن قيل : السورة مكية ، وقد وصفت أهل الفوز بأنهم من يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، وهما مما فرض بالمدينة ؟ قلنا : الصلاة فرضت بمكة ليلة الإسراء قبل الهجرة ، والزكاة كانت بمكة حقا للقريب واليتيم والمسكين ، لكن الذي شرع بعد الهجرة هو نصابها ، وتحديد مقاديرها .