الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (9)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{خالدين فيها} لا يموتون.

{وعد الله حقا} يعني صدقا، فإنه منجز لهم ما وعدهم.

{وهو العزيز} في ملكه {الحكيم} حكم لهم الجنة...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 8]

يقول تعالى ذكره:"إنّ الّذِينَ آمَنُوا" بالله فوحدوه، وصدّقوا رسوله واتبعوه "وعَمِلُوا الصّالِحَاتِ "يقول: فأطاعوا الله، فعملوا بما أمرهم في كتابه وعلى لسان رسوله، وانتهوا عما نهاهم عنه "لَهُمْ جَنّاتُ النّعِيمِ" يقول: لهؤلاء بساتين النعيم، "خالدين فِيها" يقول: ماكثين فيها إلى غير نهاية.

"وَعْدَ اللّهِ حَقّا" يقول: وعدهم الله وعدا حقا، لا شكّ فيه ولا خلف له.

"وَهُوَ العَزِيزُ" يقول: وهو الشديد في انتقامه من أهل الشرك به، والصادّين عن سبيله، الحَكِيمُ في تدبير خلقه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَعْدَ الله حَقّا} مصدران مؤكدان، الأوّل: مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره؛ لأن قوله: {لَهُمْ جنات النعيم} في معنى: وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد.

وأما {حَقّاً} فدال على معنى الثبات: أكد به معنى الوعد، ومؤكدهما جميعاً قوله: {لَهُمْ جنات النعيم}.

{وَهُوَ العزيز} الذي لا يغلبه شيء ولا يعجزه، يقدر على الشيء وضده، فيعطى النعيم من شاء والبؤس من شاء.

{الحكيم} لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة والعدل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان ذلك قد لا يكون دائماً. وكان لا سرور بشيء منقطع قال: {خالدين فيها} أي دائماً.

ولما كانت الثقة بالوعد على قدر الثقة بالواعد، وكان إنجاز الوعد من الحكمة، قال مؤكداً لمضمون الوعد بالجنات: {وعد الله} الذي لا شيء أجل منه؛ فلا وعد أصدق من وعده.

ولما كان النفس الغريب جديراً بالتأكيد، أتى بصفتين مما أفهمه الإتيان بالجلالة تصريحاً بهما تأكيداً لأن هذا لا بد منه فقال: {وهو} أي وعد بذلك والحال أنه {العزيز} فلا يغلبه شيء {الحكيم} أي المحكم لما يقوله ويفعله، فلا يستطاع نقضه ولا نقصه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

... وإجراء الاسمين الجليلين على ضمير الجلالة لتحقيق وعده لأنه لعزته لا يعجزه الوفاء بما وعَد، ولحكمته لا يخطئ ولا يذهل عما وعد، فموقع جملة {وهو العزيز الحكيم} موقع التذييل بالأعم.