المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱلسَّـٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا} (4)

4- فالسابقات التي تسبق في أداء ما وكِّل إليها سبقاً عظيماً .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱلسَّـٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا} (4)

{ فالسابقات سبقا } قال مجاهد : هي الملائكة سبقت ابن آدم بالخير والعمل الصالح . وقال مقاتل : هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة . وعن ابن مسعود قال : هي أنفس المؤمنين تتسارع وتسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها شوقاً إلى لقاء الله وكرامته ، وقد عاينت السرور . وقال قتادة : هي النجوم يسبق بعضها بعضاً في السير . وقال عطاء : هي الخيل .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱلسَّـٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا} (4)

{ فالسابقات } هي السابقات من السابحات . والسبق : تجاوز السائر من يَسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله . ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى : { فاستبقوا الخيرات } [ البقرة : 148 ] وقال : { أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } [ المؤمنون : 61 ] .

ويطلق السبق على الغلب والقهر ، ومنه قوله تعالى : { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا } [ العنكبوت : 4 ] وقول مُرة بن عداء الفقعسي :

كأنكَ لم تُسْبَق من الدهر ليلةً *** إذا أنتَ أدْرَكت الذي كنتَ تطلُب

فقولُه تعالى : { فالسابقات سبقاً } يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حِيالِه بأن يراد السائرات سيراً سريعاً فيما تعلمه ، أو المبادرات . وإذا كان { السابحات } بمعنى الخيل كان { السابقات } إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوّهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدوّ ، أو على معنى غلبهم أعداءهم .

وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو { سبقا } للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق .