المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

50- فبأي حديث بعد القرآن يؤمنون إن لم يؤمنوا بالقرآن . مع أنه معجزة من السماء ؟ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ ويل يومئذ للمكذبين . فبأي حديث بعده } أي : بعد القرآن ، { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

ثم قال : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } ؟ أي : إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن ، فبأي كلام يؤمنون به ؟ ! كقوله تعالى : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } [ الجاثية : 6 ] .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلا أعرابيا بَدَويا يقول : سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ : { وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا } فقرأ : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } ؟ فليقل : آمنت بالله وبما أنزل .

وقد تقدم هذا الحديث في سورة " القيامة " {[29638]} .

آخر تفسير سورة " والمرسلات " [ ولله الحمد والمنة ]{[29639]}


[29638]:- (2) تقدم تخريج الحديث عند تفسير الآية الأخيرة من سورة القيامة من رواية الترمذي وأبي داود.
[29639]:- (3) زيادة من م، أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

وقوله تعالى : { فبأي حديث بعده يؤمنون } يؤيد أن الآية كلها في قريش ، والحديث الذي يقتضيه الضمير هو القرآن ، وهذا توقيف وتوبيخ ، وروي عن يعقوب أنه قرأ «تؤمنون » بالتاء من فوق على المواجهة ورويت عن ابن عامر ( انتهى ) .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

الفاء فصيحة تنبىء عن شرط مقدر تقديره : إن لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي حديث بعده يؤمنون ، وقد دل على تعيين هذا المقدَّر ما تكرر في آيات { ويل يومئذٍ للمكذبين } [ المرسلات : 49 ] فإن تكذيبهم بالقرآن وما جاء فيه من وقوع البعث .

والاستفهام مستعمل في الإِنكار التعجيبي من حالهم ، أي إذا لم يصدقوا بالقرآن مع وضوح حجته فلا يؤمنون بحديث غيره .

والمقصود أن القرآن بالغ الغاية في وضوح الدلالة ونهوض الحجة فالذين لا يؤمنون به لا يؤمنون بكلام يسمعونه عقب ذلك .

وقوله : { بعده } يجوز أن يجعل صفةَ حديث فهو ظرف مستقِرّ ، والمراد بالبعدية : تأخر الزمان ، ويقدر معنى بالغ أو مسموع بعد بلوغ القرآن أو سماعه سواء كان حديثاً موجوداً قبل نزول القرآن ، أو حديثاً يوجد بعد القرآن ، فليس المعنى إنهم يؤمنون بحديث جاء قبلَ القرآن مثل التوراة والإِنجيل وغيرهما من المواعظ والأخبار ، بل المراد أنهم لا يؤمنون بحديث غيره بعدَ أن لم يؤمنوا بالقرآن لأنه لا يقع إليهم كلام أوضح دلالة وحجة من القرآن .

ويجوز أن يكون { بعده } متعلقاً ب { يؤمنون } فهو ظرف لغو ويبقى لفظ { حديث } منفياً بلا قيد وصففِ أنه بعد القرآن ، والمعنى : لا يؤمنون بعد القرآن بكل حديث .

وضمير { بعده } عائد إلى القرآن ولم يتقدم ما يدل عليه في هذه السورة ليكون معاداً للضمير ولكنه اعتبر كالمذكور لأنه ملحوظ لأذهانهم كل يوم من أيام دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم به .

وتقدم نظير هذه الآية في أواخر سورة الأعراف فضمه إلى ما هنا .

ويجوز أن يكون ضمير { بعده } عائداً إلى القول المأخوذ من { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } [ المرسلات : 48 ] فإن أمرهم بالركوع الذي هو كناية عن الإِيمان كان بأقوال القرآن .