معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ} (9)

{ أبصارها خاشعة } ذليلة ، كقوله : { خاشعين من الذل }( الشورى- 45 ) الآية

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ} (9)

وسواء كانت هذه أم تلك . فقد أحس القلب البشري بالزلزلة والرجفة والهول والاضطراب ؛ واهتز هزة الخوف والوجل والرعب والارتعاش . وتهيأ لإدراك ما يصيب القلوب يومئذ من الفزع الذي لا ثبات معه ولا قرار . وأدرك وأحس حقيقة قوله : ( قلوب يومئذ واجفة . أبصارها خاشعة ) . .

فهي شديدة الاضطراب ، بادية الذل ، يجتمع عليها الخوف والانكسار ، والرجفة ، والانهيار . وهذا هو الذي يقع يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ؛ وهذا هو الذي يتناوله القسم بالنازعات غرقا والناشطات نشطا ، والسابحات سبحا ، والسابقات سبقا ، فالمدبرات أمرا . وهو مشهد يتفق في ظله وإيقاعه مع ذلك المطلع .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ} (9)

وجملة { أبصارها خاشعة } خبر ثان عن { قلوب } وقد زاد المرادَ من الوجيف بياناً قولُه { أبصارها خاشعة } ، أي أبصار أصحاب القلوب .

والخشوع حقيقته : الخضوع والتذلل ، وهو هيئة للإِنسان ، ووصف الأبصار به مجاز في الانخفاض والنظرِ من طرْف خفي من شدة الهلع والخوف من فظيع ما تشاهده من سوء المعاملة قال تعالى : { خشعاً أبصارهم } في سورة اقتربت الساعة ( 7 ) . ومثله قوله تعالى : { ووجوه يومئذ باسرة } [ القيامة : 24 ] .

وإضافة ( أبصار ) إلى ضمير القلوب لأدنى ملابسة لأن الأبصار لأصحاب القلوب وكلاهما من جوارح الأجساد مثل قوله : { إلا عشية أو ضحاها } [ النازعات : 46 ] .