تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ} (9)

الآية 9 : وقوله تعالى : { أبصارها خاشعة } أي ذليلة . ووجه تخصيص الأبصار والقلوب ، والله أعلم ، وهو أنه لا يتهيأ لأحد استعمال قلبه وبصره ، بل يحدث للقلوب فكر وبدرات ، لا يمكنه أن يدفع عنها الفكر ، وكذلك هذا في البصر ، فيخبر أن ما نزل بهم من الخوف والهيبة يمنع القلوب والأبصار عن عملها ، فلا ينظر إلى الداعي ، ولا يحدث للقلوب فكر ، بل تكون أفئدة هؤلاء لا تقر لشدة ما حل بها{[23067]} من الخوف ؛ إن المرء إذا حزبه{[23068]} أمر ، فهو يعمل أنواعا من الحيل ، ويوقع بصره على شيء فشيء رجاء أن يستدرك ما فيه خلاصه وسلامته من ذلك الأمر ، ثم ينقطع عنهم التدبير في ذلك اليوم ، فتكون قلوب هؤلاء لا تقر في موضع ، ولا تقف على تدبير لشدة ما حل بهم ، وتكون الأبصار خاشعة ذليلة إلى ما يدعو الداعي .


[23067]:في الأصل وم: به.
[23068]:من م، في الأصل: خرج به.