المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

40- إلا عباد الله المخلصين ، فإنهم لا يذوقون العذاب ، لأنهم أهل إيمان وطاعة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

قوله تعالى : { إلا عباد الله المخلصين } الموحدين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

ثم يكمل التعليق متوجهاً فيه بالتأنيب والتقبيح لقائلي هذا الكلام المرذول :

( بل جاء بالحق وصدق المرسلين . إنكم لذائقو العذاب الأليم . وما تجزون إلا ما كنتم تعملون . إلا عباد الله المخلصين . . )

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

ثم استثنى عباد الله استثناء منقطعاً وهم المؤمنون الذين أخلصهم الله تعالى لنفسه ، وقرأ الجمهور «المخلَصين » بفتح اللام ، وقرأ الحسن وقتادة وأبو رجاء وأبو عمرو بكسر اللام ، وقد رويت هذه التي في الصافات عن الحسن بفتح اللام .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

استثناء منقطع في معنى الاستدراك ، والاستدراك تعقيب الكلام بما يضاده ، وهذا الاستدراك تعقيب على قوله : { فإنَّهم يومئذٍ في العذابِ مشتركونَ } [ الصافات : 33 ] فإن حال عبَاد الله المخلصين تام الضدية لحال الذين ظلموا ، وليس يلزم في الاستدراك أن يكون رفعَ توهّم وإنما ذلك غالب ، فقول بعض العلماء في تعريفه هو : تعقيب الكلام برفع ما يُتوهم ثبوتُه أو نفيُه ، تعريف أغلبي ، أو أريد أدنى التوهم لأن الاستثناء المنقطع أعمّ من ذلك ، فقد يكون إخراجاً من حكم لا من محكوم عليه ضرورة أنهم صرحوا بأن حرف الاستثناء في المنقطع قائم مقام لكن ، ولذلك يقتصرون على ذكر حرف الاستثناء والمستثنى بل يردفونه بجملة تُبين محلّ الاستدراك كقوله تعالى : { فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين } [ الأعراف : 11 ] وقوله : { إلا إبليس أبى } [ البقرة : 34 ] ، وكذلك قوله هنا : { إلاَّ عِبَادَ الله المُخلصين أُولئِكَ لهم رزقٌ معلومُ } . ولو كان المعنى على الاستثناء لما أتبع المستثنى بأخبار عنه لأنه حينئذٍ يثبت له نقيض حكم المستثنى منه بمجرد الاستثناء ، فإن ذلك مُفاد { إلا ، ونظيره مع لكن قولُه تعالى : { أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف } الآية في سورة [ الزُّمَر : 19 - 20 ] .

وذِكر المؤمنين بوصف العبودية المضافة لله تعالى تنويه بهم وتقريب ، وذلك اصطلاح غالب في القرآن في إطلاق العبدِ والعبادِ مضافاً إلى ضميره تعالى كقوله : { واذكر عبدنا داود ذا الأيد } [ ص : 17 ] { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب } [ ص : 45 ] { يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } [ الزخرف : 68 ] ، وربما أطلق العبد غير مضاف مراداً به التقريب أيضاً كقوله : { ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد } [ ص : 30 ] ، أي العبد لله ، ألا ترى أنه لما أريد ذكر قوم من عباد الله من المشركين لم يؤت بلفظ العباد مضافاً كما في قوله تعالى : { بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد } [ الإسراء : 5 ] إلاّ بقرينة مقام التوبيخ في قوله : { أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء } [ الفرقان : 17 ] لأن صفة الإِضلال قرينة على أن الإِضافة ليست للتقريب ، وقوله : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [ الحجر : 42 ] فقرينة التغليب هي مناط استثناء الغاوين من قوله { عبادي وينسب إلى الشافعي :

ومما زادني شَرفاً وفخراً *** وكِدْتُ بأَخمَصي أَطأُ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن أرسلتَ أحمدَ لي نبيا

والمراد بهم هنا الذين آمنوا بالنبي فإنهم الذين يخطرون بالبال عند ذكر أحوال المشركين الذين كفروا به وقالوا فيه ما هو منه بريء خطورَ الضد بذكر ضده .

و{ المُخلَصين } صفة عباد الله وهو بفتح اللام إذا أريد الذين أخلصهم الله لولايته ، وبكسرها أي الذين أخلصوا دينهم لله . فقرأه نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح اللام . وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بكسر اللام .