أي : بالرسالة . وقال أبو عبيدة يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع تقول العرب هذا رسولي ووكيلي ، وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي ، كما قال الله تعالى : { وهم لكم عدو } وقيل : معناه كل واحد منا رسول رب العالمين{ أن أرسل } أي : بأن أرسل ، { معنا بني إسرائيل }إلى فلسطين ، ولا تستعبدهم ، وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة ، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة وثلاثين ألفاً ، فانطلق موسى إلى مصر وهارون بها فأخبره بذلك . وفي القصة : أن موسى رجع إلى مصر وعليه جبة صوف وفي يده عصا ، والمكتل معلق في رأس العصا ، وفيه زاده ، فدخل دار نفسه وأخبر هارون بأن الله أرسلني إلى فرعون وأرسلني إليك حتى ندعو فرعون إلى الله ، فخرجت أمهما وصاحت وقالت : إن فرعون يطلبك ليقتلك فلو ذهبتما إليه قتلكما فلم يمتنعا لقولها ، وذهبا إلى باب فرعون ليلاً ، ودقا الباب ، ففزع البوابون وقالوا من بالباب ؟ وروي أنه اطلع البواب عليهما فقال من أنتما ؟ فقال موسى : أنا رسول رب العالمين ، فذهب البواب إلى فرعون وقال : إن مجنوناً بالباب يزعم أنه رسول رب العالمين ، فترك حتى أصبح ، ثم دعاهما . وروي أنهما انطلقا جميعاً إلى فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه ، فدخل البواب فقال لفرعون : هاهنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين ، فقال فرعون : ائذن له لعلنا نضحك منه ، فدخلا عليه وأديا رسالة الله عز وجل ، فعرف فرعون موسى ، لأنه نشأ في بيته .
( أن أرسل معنا بني إسرائيل ) . . وواضح من هذا ومن أمثاله في قصة موسى - عليه السلام - في القرآن ، أنه لم يكن رسولا إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى دينه ويأخذهم بمنهج رسالته . إنما كان رسولا إليهم ليطلب إطلاق بني إسرائيل ليعبدوا ربهم كما يريدون . وقد كانوا أهل دين منذ أبيهم إسرائيل - وهو يعقوب أبو يوسف عليهما السلام - فبهت هذا الدين في نفوسهم ، وفسدت عقائدهم فأرسل الله إليهم موسى لينقذهم من ظلم فرعون ويعيد تربيتهم على دين التوحيد .
وقوله { أن أرسل معنا بني إسرائيل } معناه سرح ، فهو من الإرسال الذي هو بمعنى الإطلاق ، وكما تقول أرسلت الحجر من يدي ، وكان موسى مبعوثاً إلى فرعون في أمرين : أحدهما أن يرسل بني إسرائيل ويزيل عنهم ذل العبودية والغلبة ، والثاني أن يؤمن ويهتدي وأمر بمكافحته ومقاومته في الأول ، ولم يؤمر بذلك في الثاني على ما بلغ من أمره ، وبعث بالعبادات والشرع إلى بني إسرائيل فقط ، هذا قول بعض العلماء .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{أن أرسل معنا بني إسرائيل} آية، إلى أرض فلسطين لا تستعبدهم.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 16]
وقوله:"فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا"، يقول: فأت أنت يا موسى وأخوك هارون فرعون فَقُولا "إنّا رَسُولُ رَبّ العالَمينَ "إليك بأنْ "أرْسِلْ مَعَنا بَنِي إسْرائِيلَ"...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 16]
{فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين} {أن أرسل معنا بني إسرائيل} ليس على حقيقة الإرسال معه، ولكن على ترك استعبادهم كقوله: {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم} [طه: 47] أي خل بينهم وبين استخدامك إياهم واستعبادك، والله أعلم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
" أن أرسل معنا بني إسرائيل "أي: أمرك الله بأن تطلق سراح بني إسرائيل ليجيئوا معنا، وفي الكلام حذف وتقديره: إنهما مضيا إلى فرعون، وقالا له ما أمرهم الله به فقال فرعون لموسى...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وقوله {أن أرسل معنا بني إسرائيل} معناه سرح، فهو من الإرسال الذي هو بمعنى الإطلاق، وكما تقول أرسلت الحجر من يدي، وكان موسى مبعوثاً إلى فرعون في أمرين: أحدهما أن يرسل بني إسرائيل ويزيل عنهم ذل العبودية والغلبة، والثاني أن يؤمن ويهتدي...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(أن أرسل معنا بني إسرائيل).. وواضح من هذا ومن أمثاله في قصة موسى -عليه السلام- في القرآن، أنه لم يكن رسولا إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى دينه ويأخذهم بمنهج رسالته. إنما كان رسولا إليهم ليطلب إطلاق بني إسرائيل ليعبدوا ربهم كما يريدون. وقد كانوا أهل دين منذ أبيهم إسرائيل -وهو يعقوب أبو يوسف عليهما السلام- فبهت هذا الدين في نفوسهم، وفسدت عقائدهم فأرسل الله إليهم موسى لينقذهم من ظلم فرعون ويعيد تربيتهم على دين التوحيد.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة: {أن أرسل معنا بني إسرائيل} تفسيرية لما تضمنه {رسُول} من الرسالة التي هي في معنى القول، أي هذا قول ربّ العالمين لك. و {أَرْسِل معنا} أَطلِقْ ولا تحبسهم، فالإرسال هنا ليس بمعنى التوجيه. وهذا الكلام يتضمن أن موسى أُمر بإخراج بني إسرائيل من بلاد الفراعنة لقصد تحريرهم من استعباد المصريين كما سيأتي عند قوله تعالى: {أن عبَّدْتَ بني إسرائيل} [الشعراء: 22]، وقد تقدم في سورة البقرة بيان أسباب سكنى بني إسرائيل بأرض مصر ومواطنهم بها وعملهم لفرعون.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.