معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

{ وزرابي } يعني البسط العريضة . قال ابن عباس : هي الطنافس التي لها خمل واحدتها زريبة ، { مبثوثة } مبسوطة ، وقيل متفرقة في المجالس .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } والزرابي [ هي : ] البسط الحسان ، مبثوثة أي : مملوءة بها مجالسهم من كل جانب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

( وزرابي مبثوثة ) . . والزرابي البسط ذات الخمل " السجاجيد " مبثوثة هنا وهناك للزينة وللراحة سواء !

وكلها مناعم مما يشهد الناس له أشباها في الأرض . وتذكر هذه الأشياء لتقريبها إلى مدارك أهل الأرض . أما طبيعتها وطبيعة المتاع بها فهي موكولة إلى المذاق هناك . للسعداء الذين يقسم الله لهم هذا المذاق !

ومن اللغو الدخول في موازنات أو تحقيقات حول طبيعة النعيم - أو طبيعة العذاب - في الآخرة . فإدراك طبيعة شيء ما متوقف على نوع هذا الإدراك . وأهل الأرض يدركون بحس مقيد بظروف هذه الأرض وطبيعة الحياة فيها . فإذا كانوا هناك رفعت الحجب وأزيلت الحواجز وانطلقت الأرواح والمدارك ، وتغيرت مدلولات الألفاظ ذاتها بحكم تغير مذاقها ، وكان ما سيكون ، مما لا نملك أن ندرك الآن كيف يكون !

إنما نفيد من هذه الأوصاف أن يستحضر تصورنا أقصى ما يطيقه من صور اللذاذة والحلاوة والمتاع . وهو ما نملك تذوقه ما دمنا هنا . حتى نعرف حقيقته هناك . حين يكرمنا الله بفضله ورضاه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

وقوله : { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } قال ابن عباس : الزرابي : البسط . وكذا قال الضحاك ، وغير واحد .

ومعنى مبثوثة ، أي : هاهنا وهاهنا لمن أراد الجلوس عليها .

ونذكر هاهنا هذا الحديث الذي رواه أبو بكر بن أبي داود : حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي ، عن محمد بن مهاجر ، عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى : حدثني كُرَيْب أنه سمع أسامة بن زيد يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا هل من مُشَمَّر للجنة ، فإن الجنة لا خَطَر لها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة ، وحُلَل كثيرة ، ومقام في أبد في دارٍ سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في محلة عالية بهية ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها . قال : " قولوا : إن شاء الله " . قال القوم : إن شاء الله .

ورواه ابن ماجة عن العباس بن عثمان الدمشقي ، عن الوليد بن مسلم{[30000]} عن محمد بن مهاجر به{[30001]} .


[30000]:- (3) في أ: "سلمة".
[30001]:- (4) البعث لابن أبي داود برقم (71) وسنن ابن ماجة برقم (4332) وقال البوصيري في الزوائد (3/325): "هذا إسناد فيه مقال، الضحاك المعافري ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في طبقات التهذيب: "مجهول". وسليمان بن موسى مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

وزرابي بسط فاخرة جمع زريبة مبثوثة مبسوطة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

و { زرابيّ } : جمع زَرْبيَّة بفتح الزاي وسكون الراء وكسر الموحدة وتشديد الياء ، وهي البساط أو الطُنفسة ( بضم الطاء ) المنسوج من الصوف الملون الناعم يفرش في الأرض للزينة والجلوس عليه لأهل الترف واليسار .

والزربية نسبة إلى ( أذربيجان ) بلدٍ من بلاد فارس وبخَارى ، فأصل زربية أذربية ، حذفت همزتها للتخفيف لثقل الاسم لعجمته واتصال ياء النسب به ، وذَالها مبدَلة عن الزاي في كلام العرب لأن اسم البلد في لسان الفرس أزربيجان بالزاي المعجمة بعدها راء مهملة وليس في الكلام الفارسي حرف الذال ، وبلد ( أذرْبيجان ) مشهور بنعومة صوف أغنامه . واشتهر أيضاً بدقة صنع البُسُط والطنافس ورقّة خَمَلها .

والمبثوثة : المنتشرة على الأرض بكثرة وذلك يفيد كناية عن الكثرة .

وقد قوبلت صفات وجوه أهل النار بصفات وجوه أهل الجنة فقوبلت صفات { خاشعة } [ الغاشية : 2 ] ، { عاملة } { ناصبة } [ الغاشية : 3 ] بصفات { ناعمة لسعيها راضية } [ الغاشية : 8 ، 9 ] ، وقوبل قوله : { تصلى ناراً حامية } [ الغاشية : 4 ] بقوله : في { جنة عالية } [ الغاشية : 10 ] . وقوبل : { تسقى من عين آنية } [ الغاشية : 5 ] بقوله : { فيها عين جارية } [ الغاشية : 12 ] ، وقوبل شقاء عيش أهل النار الذي أفاده قوله : { ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع } [ الغاشية : 6 ، 7 ] ، بمقاعد أهل الجنة المشعرةِ بترف العيش من شراب ومتاع .

وهذا وعد للمؤمنين بأن لهم في الجنة ما يعرفون من النعيم في الدنيا وقد علموا أن ترف الجنة لا يبلغه الوصف بالكلام وجمع ذلك بوجه الإِجمال في قوله تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين } [ الزخرف : 71 ] ، ولكن الأرواح ترتاح بمألوفاتها فتعطاها فيكون نعيم أرواح الناس في كل عصر ومن كل مصر في الدرجة القصوى مما ألفوه ولا سيما ما هو مألوف لجميع أهل الحضارة والترف وكانوا يتمنونه في الدنيا ثم يُزادون من النعيم « ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وفيها طنافس وبُسط كثيرة مبثوثة مفروشة ، والواحدة : زِرْبية ، وهي الطّنفسة التي لها خمل رقيق . ...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيها وجهان :

أحدهما : هي البسط الفاخرة ، قاله ابن عيسى .

الثاني : هي الطنافس المخملية ، قاله الكلبي والفراء .

وفي " المبثوثة " أربعة أوجه :

أحدها : مبسوطة ، قاله قتادة .

الثاني : بعضها فوق بعض ، قاله عكرمة .

الثالث : الكثيرة ، قاله الفراء .

الرابع : المتفرقة ، قاله ابن قتيبة . ...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

ومبثوثة : أي مفرقة في المجالس بحيث يرى في كل مجلس شيء منها كما يرى في بيوت ذوي الثراء . ... وقد ذكر سبحانه كل ما سلف تصويرا لترف أهل الجنة تصويرا يقربه من عقولهم ، ويستطيعون به إدراكه وفهمه ، وإلا فإن نعيم الجنة مما يسمو على الفكر ويعلو فوق متناول الإدراك ؛ فالأشياء التي عددها سبحانه تتشابه مع نظائرها التي في هذه الحياة بأسمائها ، فأما حقائقها وذواتها فليست مثلها ولا قريبا منها ، كما أثر عن ابن عباس أنه قال : ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء . ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ذكرت الآيات المبحوثة سبع نعم رائعة من نعم الجنّة ، وكلّ منها أكثر روعة من الاُخرى . والخلاصة : فمنزل الجنّة لا مثيل له من كلّ الجهات ، فهو الخالي من أي ألم أو عذاب أو حرب أو جدال . . وتجد فيه كلّ ألوان الثمار والأنعام والعيون الجارية والأشربة الطاهرة والولدان المخلدين والحور العين والأسرة المرصعة والفرش الفاخرة وأقداح جميلة في متناول اليد وجلساء أصفياء ، إلى غير ذلك ممّا لا يمكن عدّه بلسان أو وصفه بقلم ولا حتى تخيله إذا ما سرحت المخيّلة في عالمها الرحب ! . . وكلّ ما ذكر وغيره سيكون في انتظار من آمن وعمل صالحاً ، بعد حصوله على إذن الدخول إلى تلك الدار العالية . وفوق هذا وذاك فثمّة «لقاء اللّه » ، الذي ليس من فوز يوازيه ....