الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه { وزرابي } قال : البسط .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه { وزرابيّ مبثوثة } قال : بعضها على بعض .

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عمار بن محمد قال : صليت خلف منصور بن المعتمر فقرأ { هل أتاك حديث الغاشية } فقرأ فيها { وزرابيّ مبثوثة } متكئين فيها ناعمين .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن أبي الهذيل أن موسى أو غيره من الأنبياء قال : يا رب كيف يكون هذا منك ؟ أولياؤك في الأرض خائفون يقتلون ، ويطلبون فلا يعطون ، وأعداؤك يأكلون ما شاؤوا ، ويشربون ما شاؤوا ونحو هذا . فقال : انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط ، إلى أكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابيّ مبثوثة ، وإلى الحور العين ، وإلى الثمار ، وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ مكنون . فقال : ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ؟ ثم قال : انطلقوا بعبدي هذا فانطلق به إلى النار ، فخرج منها عنق فصعق العبد ثم أفاق فقال : ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ؟ قال : لا شيء .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال نبي من الأنبياء : اللهم العبد من عبيدك يعبدك ويطيعك ويجتنب سخطك تزوي عنه الدنيا ، وتعرض له البلاء . والعبد يعبد غيرك ، ويعمل بمعاصيك ، فتعرض له الدنيا وتزوي عنه البلاء . قال : فأوحى الله إليه أن العباد والبلاد لي ، كل يسبح بحمدي فأما عبدي المؤمن فتكون له سيئات فإنما أعرض له البلاء وأزوي عنه الدنيا فتكون كفارة لسيئاته ، وأجزيه إذا لقيني وأما عبدي الكافر فتكون له الحسنات فأزوي عنه البلاء ، وأعرض له الدنيا فيكون جزاء لحسناته وأجزيه بسيئاته حين يلقاني . والله أعلم .