المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

5- وإذا الوحوش جُمِعت من أوكارها وجحورها ذاهلة من شدة الفزع .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

{ وإذا الوحوش } يعني دواب البر ، { حشرت } جمعت بعد البعث ليقتص لبعضها من بعض وروى عكرمة عن ابن عباس قال : حشرها : موتها . وقال : حشر كل شيء الموت ، غير الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة . وقال أبي بن كعب : اختلطت .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

{ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي : جمعت ليوم القيامة ، ليقتص الله من بعضها لبعض ، ويرى العباد كمال عدله ، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء{[1361]}  ثم يقول لها : كوني ترابا .


[1361]:- في ب: حتى إنه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

1

( وإذا الوحوش حشرت ) . . فهذه الوحوش النافرة قد هالها الرعب والهول فحشرت وانزوت تتجمع من الهول وهي الشاردة في الشعاب ؛ ونسيت مخاوفها بعضها من بعض ، كما نسيت فرائسها ، ومضت هائمة على وجوهها ، لا تأوي إلى جحورها أو بيوتها كما هي عادتها ، ولا تنطلق وراء فرائسها كما هو شأنها . فالهول والرعب لا يدعان لهذه الوحوش بقية من طباعها وخصائصها ! فكيف بالناس في ذلك الهول العصيب ? !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

وقوله : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي : جمعت . كما قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [ الأنعام : 38 ] . قال ابن عباس : يحشر كل شيء حتى الذباب . رواه ابن أبي حاتم . وكذا قال الربيع بن خُثَيم{[29746]} والسّدي ، وغير واحد . وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية : إن هذه الخلائق [ موافية ]{[29747]} فيقضي الله فيها ما يشاء .

وقال عكرمة : حشرها : موتها .

وقال ابن جرير : حدثني علي بن مسلم الطوسي ، حدثنا عباد بن العوام ، أخبرنا حُصَين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : حَشرُ البهائم : موتها ، وحشر كل شيء الموت غيره{[29748]} الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة .

حدثنا أبو كُرَيْب ، حدثنا وَكِيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خُثَيم{[29749]} : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : أتى عليها أمر الله . قال سفيان : قال أبي : فذكرته لعكرمة ، فقال : قال ابن عباس : حشرها : موتها .

وقد تقدم عن أبيّّ بن كعب أنه قال : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } اختلطت .

قال ابن جرير : والأولى قَولُ من قال : { حُشِرَت } جُمعت ، قال الله تعالى : { وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً } [ ص : 19 ] ، أي : مجموعة .


[29746]:- (1) في أ: "خيثم".
[29747]:- (2) زيادة من م، أ.
[29748]:- (3) في م: "غير".
[29749]:- (4) في أ: "خيثم".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجّرَتْ * وَإِذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىّ ذَنبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصّحُفُ نُشِرَتْ } .

اختلف أهل التأويل في معنى قوله : وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ فقال بعضهم : معنى ذلك : ماتت . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ بن مسلم الطوسي ، قال : حدثنا عباد بن العوّام ، قال : أخبرنا حصين ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قول الله : وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال : حَشْرُ البهائم : موتها ، وحشر كل شيء : الموت ، غير الجنّ والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن ربيع بن خيثم وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال : أتى عليها أمر الله ، قال سفيان ، قال أبي ، فذكرته لعكرِمة ، فقال : قال ابن عباس : حَشْرُها : موتها .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خيثم ، بنحوه .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : وإذا الوُحوش اختلطت . ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسين بن حريث ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية ، قال : ثني أُبيّ بن كعب وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال : اختلطت .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : جُمعت . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ إن هذه الخلائق موافية يوم القيامة ، فيقضي الله فيها ما يشاء .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى حشرت : جمعت ، فأميتت لأن المعروف في كلام العرب من معنى الحشر : الجمع ومنه قول الله والطّيْرَ مَحْشُورَةً يعني : مجموعة .

وقوله : فَحَشَرَ فَنادَى وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب الظاهر من تأويله ، لا على الأنكر المجهول .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

وإذا الوحوش حشرت جمعت من كل جانب أو بعثت للقصاص ثم ردت ترابا أو أميتت من قولهم إذا أجحفت السنة بالناس حشرتهم وقرئ بالتشديد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

و «حشر الوحوش » : جمعها ، واختلف الناس في هذا الجمع ما هو ؟ فقال ابن عباس : { حشرت } بالموت لا تبعث في القيامة ولا يحضر في القيامة غير الثقلين{[11644]} ، وقال قتادة وجماعة : { حشرت } للجمع يوم القيامة ، ويقتص للجماء من القرناء{[11645]} فجعلوا ألفاظ هذا الحديث حقيقة لا مجازاً مثالاً في العدل{[11646]} . وقال أبيّ بن كعب : { حشرت } في الدنيا في أول هول يوم القيامة فإنها تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تأنيساً بهم ، وقرأ الحسن : «حشّرت » بشد الشين على المبالغة .


[11644]:هما الجن والإنس.
[11645]:الجماء: الجلحاء التي لا قرون لها.
[11646]:يشير إلى الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/235، 323، 363- 1/72) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها)، قال أبو جعفر: "يعني في حديثه: يقاد للشاة الجلحاء" . أي يؤخذ لها حقها.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

و { الوحوش } : جمع وَحش وهو الحيوان البري غير المتأنس بالناس .

وحَشرها : جمعها في مكان واحد ، أي مكان من الأرض عند اقتراب فناء العالم فقد يكون سبب حشرها طوفاناً يغمر الأرض من فيضان البحار فكلما غمر جزءاً من الأرض فرت وحوشه حتى تجتمع في مكان واحد طالبة النجاة من الهلاك ، ويُشعر بهذا عطف { وإذا البحار سُجرت } عليه .

وذكر هذا بالنسبة إلى الوحوش إيماء إلى شدة الهول فالوحوش التي من طبعها نفرة بعضها عن بعض تتجمع في مكان واحد لا يعدو شيءٌ منها على الآخر من شدة الرعب ، فهي ذاهلة عما في طبعها من الاعتداء والافتراس ، وليس هذا الحشرَ الذي يُحشَر الناس به للحساب بل هذا حشر في الدنيا وهو المناسب لما عدّ معه من الأشراط ، وروي معناه عن أبي بن كعب .