4 - إذا زُلزلت الأرض واهتزت اهتزازاً شديداً ، وفتتت الجبال تفتيتاً دقيقاً ، فصارت غباراً متطايراً{[217]} .
والمراد بالرج فى قوله - تعالى - بعد ذلك : { إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً . . . } التحريك الشديد ، والاضطراب الواضح . يقال : رج فلان الشىء رجا ، إذا حركه بعنف وزلزلزه بقوة . . .
وقوله { وَبُسَّتِ } من البس بمعنى التفتيت والتكسر الدقيق ، ومنه قولهم : بس فلان السويق ، إذا فتته ولته وهيأه للأكل .
أى : إذا رجت الأرض وزلزت زلزالا شديدا ، وفتتت الجبال تفتيتا حتى صارت كالسويق الملتوت . . . . فكانت تلك الجبال كالهباء المنبث أى : المتفرق الذى يلوح من خلال شعاع الشمس إذا ما دخل من نافذة . .
إذا ما حدث كل ذلك ، وجد كل إنسان جزاءه من خير أو شر ، { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } فجواب الشرط ما ذكرته الآيات بعد ذلك من حسن عاقبة أصحاب الميمنة وسوء عاقبة أصحاب المشأمة .
ومن الآيات الكثيرة ، التى وردت فى معنى هذه الآيات قوله - تعالى - : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً }
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"إذَا رُجّتِ الأرْضُ رَجّا "يقول تعالى ذكره: إذا زلزلت الأرض فحرّكت تحريكا، من قولهم السهم يرتجّ في الغرض، بمعنى: يهتزّ ويضطرب... عن ابن عباس، قوله: "إذَا رُجّتِ الأرْضُ رَجّا" يقول: زلزلها.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{إذا رجّت الأرض رجا} يخرج على السؤال؛ كأنهم لما سمعوا وصف القيامة والواقعة من المؤمنين، قالوا عند ذلك: متى تكون الواقعة؟ فعند ذلك قال: {إذا رجت الأرض رجا}.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
وذلك أن الله عزّ وجل إذا أوحى إليها اضطربت فرقاً. وأصل الرجّ في اللغة التحريك.
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
(إذا رجت الأرض رجا)...الرجة حركة يسمع منها صوت، وهي أكثر من الصيحة، فعلى هذا معنى الآية: حركت الأرض بمن فيها.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ثم يبتدئ الهول في كيان هذه الأرض. الأرض الثابتة المستقرة فيما يحس الناس. فإذا هي ترج رجا -وهي حقيقة تذكر في التعبير الذي يتسق في الحس مع وقع الواقعة...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{رجت} رَجّهَا رَاجٌّ، وهو ما يطرأ فيها من الزلازل والخسف ونحو ذلك. وتأكيده بالمصدر للدلالة على تحققه وليتأتى التنوين المشعر بالتعظيم والتهويل.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.