قوله : { إِذَا رُجَّتِ } : يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ " إذا " الأولى ، أو تأكيداً لها أو خبراً لها على أنها مبتدأةٌ كما تقدَّم تحريرُ هذا جميعِه ، وأَنْ يكونَ شرطاً ، والعامل فيها : إمَّا مقدَّرٌ وإمَّا فِعْلُها الذي يليها كما تقدَّم في نظيرتِها . وقال الزمشخري : " ويجوز أَنْ تنتصِب بخافضة رافعة ، أي : تَخْفِضُ وترفعُ وقتَ رَجِّ الأرض وبَسِّ الجبالِ ، لأنه عند ذلك ينخفضُ ما هو مرتفعٌ ويرتفعُ ما هو منخفضٌ " . قال الشيخ : " ولا يجوزُ أَنْ تنتصِبَ بهما معاً بل بأحدِهما ، لأنه لا يجتمعُ مؤثِّران على أثرٍ واحد " . قلت : معنى كلامِه أنَّ كلاً منهما متسلِّطٌ عليه من جهة المعنى ، وتكونُ المسألة من التنازع ، وحيئنذٍ تكون العبارةُ صحيحةً إذ يَصْدُقُ أنَّ كلاً منهما عاملٌ فيه ، وإن كان على التعاقُب .
والرَّجُّ : التحريكُ الشديدُ بمعنى زُلزلت . وبُسَّت الجبالُ : سُيِّرت مِنْ قولهم : بَسَّ الغنمَ ، أي : ساقَها أو بمعنى فُتِّتَتْ كقوله : { يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } [ طه : 105 ] يدلُّ عليَه { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } . وقرأ زيد بن علي " رَجَّتْ " و " بَسِّتْ " مبنيين للفاعل على أنِّ رجَّ وبَسَّ يكونان لازمَيْن ومُتَعَدِّيَيْن ، أي : اُزِيحت وذهَبَتْ . وقرأ النخعي " مْنْبَتَّاً " بنقطتين مِنْ فوق ، أي : متقطعاً من البَتِّ . ومعنى الآية يَنْبو عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.