يقال للكفرة من بني آدم يوم القيامة ، وقد برزَت الجحيم لهم تقريعًا وتوبيخًا : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } أي : هذه التي حذرتكم الرسل فكذبتموهم ، { اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ } [ الطور : 13 - 15 ] .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
لما دنوا من النار قالت لهم خزنتها: {هذه جهنم التي كنتم توعدون} في الدنيا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"هَذِهِ جَهَنّم التي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" يقول: هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا على كفركم بالله، وتكذيبكم رسله، فكنتم بها تكذّبون. وقيل: إن جهنم أوّل باب من أبواب النار.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
يقال للكفرة من بني آدم يوم القيامة، وقد برزَت الجحيم لهم تقريعًا وتوبيخًا: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي: هذه التي حذرتكم الرسل فكذبتموهم، {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}، كما قال تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ} [الطور: 13 -15].
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما أنكر عليهم أن يفعلوا فعل من لا عقل له، قال متمماً للخزي: {هذه} إشارة لحاضر، أما حال الوقوف على شفيرها أو الدّع فيها.
{جهنم} أي التي تستقبلكم بالعبوسة والتجهم كما كنتم تفعلون بعبادي الصالحين.
{التي كنتم} أي كوناً هيأتكم به لقبول ما يمكن كونه بما غرزته فيكم من العقول.
ولما كان المحذور الإيعاد بها، لا كونه من معين، قال بانياً للمفعول: {توعدون} أي إن لم ترجعوا عن غيّكم.
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
إذا أطعتم الشيطان وعاديتم الرحمن، وكذبتم بلقائه ووردتم القيامة دار الجزاء، وحق عليكم القول بالعذاب ف {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وتكذبون بها، فانظروا إليها عيانا، فهناك تنزعج منهم القلوب، وتزوغ الأبصار، ويحصل الفزع الأكبر...
هنا أيضاً اعتبر التخويفَ من جهنم وعداً لا وعيداً، وسبق أنْ عرفنا أن الوعد في الخير، والوعيد في الشر...
وقُلْنا: سَمَّى ذلك وعداً؛ لأن التحذير من الشر قبل الوقوع فيه يُعَدُّ خيراً؛ لأنك تستطيع تدارك الأمر، وتصحيح الخطأ.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
في ذلك اليوم وحينما تظهر جهنّم للمجرمين الكافرين يذكّرهم الله بوعده.