المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

106- إن هذا الابتلاء الذي ابتلينا به إبراهيم وابنه لهو الابتلاء الذي أبان جوهر إيمانهما ويقينهما في رب العالمين .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

قوله تعالى : { إن هذا لهو البلاء المبين } الاختبار الظاهر حيث اختبره بذبح ابنه . وقال مقاتل : البلاء هاهنا : النعمة ، وهي أن فدي ابنه بالكبش . فإن قيل : كيف قال : صدقت الرؤيا ، وكان قد رأى الذبح ولم يذبح ؟ قيل : جعله مصدقا لنه قد أتى بما أمكنه ، والمطلوب إسلامهما لأمر الله تعالى ، وقد فعلا ، وقيل : كان رأى في النوم معالجة الذبح ولم ير إراقة الدم ، وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم ، ولذلك قال له : ( صدقت الرؤيا ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

{ إِنَّ هَذَا } الذي امتحنا به إبراهيم عليه السلام { لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ } أي : الواضح ، الذي تبين به صفاء إبراهيم ، وكمال محبته لربه وخلته ، فإن إسماعيل عليه السلام لما وهبه اللّه لإبراهيم ، أحبه حبا شديدا ، وهو خليل الرحمن ، والخلة أعلى أنواع المحبة ، وهو منصب لا يقبل المشاركة ويقتضي أن تكون جميع أجزاء القلب متعلقة بالمحبوب ، فلما تعلقت شعبة من شعب قلبه بابنه إسماعيل ، أراد تعالى أن يصفي وُدَّه ويختبر خلته ، فأمره أن يذبح من زاحم حبه حب ربه .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

واسم الإِشارة فى قوله : { إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين } يعود إلى ما ابتلى الله - تعالى - نبيه إبراهيم وإسماعيل .

أى : إن هذا الذى ابتلينا به هذين النبيين الكريمين ، لهو البلاء الواضح ، والاختبار الظاهر ، الذى به يتميز قوى الإِيمان من ضعيفه ، والذى لا يحتمله إلا أصحاب العزائم العالية ، والقلوب السليمة ، والنفوس المخلصة لله رب العالمين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

69

ثم لتعرف أن ربها لا يريد أن يعذبها بالابتلاء ، ولا أن يؤذيها بالبلاء ، إنما يريد أن تأتيه طائعة ملبية وافية مؤدية . مستسلمة لا تقدم بين يديه ، ولا تتألى عليه

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقوله : إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ : يقول تعالى ذكره : إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق ، لهو البلاء ، يقول : لهو الاختبار الذي يبين لمن فكّر فيه أنه بلاء شديد ومحْنة عظيمة . وكان ابن زيد يقول : البلاء في هذا الموضع الشرّ وليس باختبار .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ قال : هذا في البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه . صدّقت الرؤيا : ابتليتَ ببلاء عظيم أمرت أن تذبح ابنك ، قال : وهذا من البلاء المكروه وهو الشرّ وليس من بلاء الاختبار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقوله تعالى { إن هذا لهو } يشير إلى ما في القصة من امتحان واختبار وسير معتقد ، فيكون { البلاء } على هذا المعنى الاختبار بالشدة ، ويحتمل أن يشير إلى ما في القصة من سرور بالفدية وإنقاذ من تلك الشدة في إنفاذ الذبح ، فيكون { البلاء } بمعنى النعمة .

قال القاضي أبو محمد : وإلى كل احتمال قد أشارت فرقة من المفسرين ، وفي الحديث أن الله تعالى أوحى إلى إسحاق أني قد أعطيتك فيها ما سألت فسلني فقال يا رب أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئاً فأدخله الجنة{[9884]} .


[9884]:أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه حديثا طويلا-لم يرفعه عطاء- وفي آخره أن إبراهيم عليه السلام قال: يا بني، إن الله قد أعطاك بصبرك اليوم، فسل ما شئت تعطى، قال: فإني أسأل الله ألا يلقاه له عبد مؤمن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له غلا غفر له وأدخله الجنة.(الدر المنثور). وأخرج ابن جرير مثله، ولكن اللفظ في آخره يقول:وأوحى الله إلى إسحق: إني قد أعطيتك...الخ ما ذكره المؤلف هنا.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقد أكد ذلك بمضمون جملة إن هذا لهو البلاء المبين } أي هذا التكليف الذي كلّفناك هو الاختبار البيّن ، أي الظاهر دلالة على مرتبة عظيمة من امتثال أمر الله .

واستعمل لفظ البلاء مجازاً في لازمه وهو الشهادة بمرتبةِ مَن لو اختُبر بمثل ذلك التكليف لعُلمت مرتبته في الطاعة والصبر وقوة اليقين .

وجملة { إن هذا لهو البلاء المبين } في محل العلة لجملة { إنَّا كذلك نجزي المحسنين } على نحو ما تقدم في موقع جملة { إنه من عبادنا المؤمنين } [ الصافات : 81 ] في قصة نوح .

وجواب { فلمَّا أسلما } محذوف دل عليه قوله : { وناديناهُ } ، وإنما جيء به في صورة العطف إيثاراً لما في ذلك من معنى القصة على أن يكون جواباً لأن الدلالة على الجواب تحصل بعطف بعض القصة دون العكس ، وحذفُ الجواب في مثل هذا كثير في القرآن وهو من أساليبه ومثله قوله تعالى : { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ، وجاءوا أباهم عشاء يبكون } [ يوسف : 15 - 16 ] .