الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

" إن هذا لهو البلاء المبين " أي النعمة الظاهرة . يقال : أبلاه الله إبلاء وبلاء إذا أنعم عليه . وقد يقال بلاه . قال زهير :

فأبْلاَهُمَا خيرَ البَلاَءِ الذي يَبْلُو{[13286]}

فزعم قوم أنه جاء باللغتين . وقال آخرون : بل الثاني من بلاه يبلوه إذا اختبره ، ولا يقال من الاختبار إلا بلاه يبلوه ، ولا يقال من الابتلاء يبلوه . وأصل هذا كله من الاختبار أن يكون بالخير والشر ؛ قال الله عز وجل : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " [ الأنبياء : 35 ] . وقال أبو زيد : هذا من البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه ، قال : وهذا من البلاء المكروه .


[13286]:صدر البيت: * جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم*