ثم قال : { إن هذا لهو البلاء المبين } أي : إنا أمرنا لك بذبح {[57615]} ابنك لهو الاختبار الظاهر .
وقال ابن زيد : /البلاء في هذا الموضع الشر والمكروه {[57616]} .
وقيل : المعنى : إن هذا الفداء الذي فديناه به من الذبح لهو النعمة الظاهرة {[57617]} .
وقيل : لا يقال في الاختبار إلا الابتلاء {[57618]} يقال أبلاه {[57619]} الله إذا أنعم عليه أو امتحنه وبلاه إذا اختبره {[57620]} .
والذبح بالكسر المذبوح والذبح بالفتح المصدر {[57621]} .
وقال كعب الأحبار/ : لما أري إبراهيم صلى الله عليه وسلم {[57622]} [ ذبح إسحاق قال الشيطان ] {[57623]} [ والله لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم ] {[57624]} لا أفتن منهم أحدا أبدا فتمثل الشيطان لهم رجلا يعرفونه ، فأقبل حتى {[57625]} خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة فقال لها {[57626]} : أين أصبح {[57627]} إبراهيم غاديا بإسحاق ؟ قالت سارة : غدا لبعض حاجته قال الشيطان : لا {[57628]} والله ما لذلك غدا ، قالت سارة : فلم غدا به ؟ قال : غدا به ليذبحه ، قالت سارة : ليس من ذلك شيء ، لم يكن ليذبح ابنه قال الشيطان : بلى والله قالت سارة : فلم يذبح ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك . قالت : فهذا أحسن أن يطيع ربع إن كان أمره بذلك . فخرج الشيطان من عند سارة حتى أدرك إسحاق وهو يمشي على إثر أبيه فقال له : أين أصبح أبوك غاديا بك ؟ قال : غدا بي لبعض حاجته ، قال الشيطان : لا والله ما غدا بك {[57629]} لبعض حاجته ولكنه غدا بك ليذبحك قال إسحاق : ما كان أبي ليذبحني ، قال : لم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك قال إسحاق : فوالله لئن أمره بذلك ليطيعنه . فتركه الشيطان وأسرع إلى إبراهيم فقال : أين أصبحت غاديا بابنك ؟ قال : غدوت به لبعض حاجتي ، قال : أما والله ما غدوت به إلا لتذبحه قال : لم أذبحه ؟ قال : زعمت أن ربك أمرك بذلك قال إبراهيم : فوالله إن {[57630]} كان أمرني بذلك لأفعلن {[57631]} .
قال كعب : أوحى الله إلى إسحاق أني أعطيتك دعوة استجبت {[57632]} لك فيها ، قال إسحاق : اللهم إني أدعوك أن تستجيب لي ، أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة {[57633]} .
وروي أن الكبش الذي فدي به هو الكبش الذي تقبل من ابن آدم حين قربه {[57634]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.