قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } قال علي رضي الله عنه : { وفرش مرفوعة } على الأسرة . وقال جماعة من المفسرين : بعضها فوق بعض فهي مرفوعة عالية .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن حبيش ، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، حدثنا أبو تريب ، حدثنا رشد بن سعد ، عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } قال : " إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام " . وقيل : أراد بالفرش النساء ، والعرب تسمي المرأة فراشاً ولباساً على الاستعارة ، { مرفوعة } رفعن بالجمال والفضل على نساء الدنيا .
وقوله : وَفُرُشٍ مَرْقُوعَةٍ يقول تعالى ذكره : ولهم فيها فرش مرفوعة طويلة ، بعضها فوق بعض ، كما يقال : بناء مرفوع . وكالذي :
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا رشْدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال : «إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمس مئة عام » .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثنا عمرو ، عن درّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَفُرُشٍ مَرْقُوعَةٍ «وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنّ ارْتِفاعها . . . » ثم ذكر مثله .
وقرأ جمهور الناس : «وفرُش » بضم الراء . وقرأ أبو حيوة : «وفرْش » بسكونها ، والفرش : الأسرة ، وروي من طريف أبي سعيد الخدري : أن في ارتفاع السرير منها خمسمائة سنة .
قال القاضي أبو محمد : وهذا والله أعلم لا يثبت ، وإن قدر فمتأولاً خارجاً عن ظاهره . وقال أبو عبيدة وغيره : أراد بالفرش النساء .
و : { مرفوعة } معناه : في الأقدار والمنازل ، ومن هذا المعنى قول الشاعر [ عمرو بن الأهتم التميمي ] : [ البسيط ]
ظللت مفترش الهلباء تشتمني . . . عند الرسولِ فلم تصدقْ ولم تصب{[10903]}
ومنه قول الآخر في تعديد على صهره :
" وأفرشتك كريمتي " . {[10904]}
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وفرش مرفوعة} فوق السرر بعضها فوق بعض...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"وَفُرُشٍ مَرْقُوعَةٍ "يقول تعالى ذكره: ولهم فيها فرش مرفوعة طويلة، بعضها فوق بعض، كما يقال: بناء مرفوع...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{وفرش مرفوعة} أي مرفوعة القدر والمنزلة، أو مرفوعة بنفسها في القيامة، وهو ما ذكرنا في قوله تعالى: {والسماء رفعها ووضع الميزان} [الرحمن: 7]. وقيل: {وفرش مرفوعة} النساء: يقال: امرأة فريش، ونساء فرش.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
وقيل: إنه أراد بالفرش النساء، والعرب تسمي المرأة فراشاً ولباساً وإزارا على الاستعارة، لأن الفرش محل للنساء {مَّرْفُوعَةٍ} رفعن بالجمال والفضل على نساء أهل الدنيا. ودليل هذا التأويل قوله في عقبه {إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً}
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
... وللرفع في الحس معنيان. مادي ومعنوي يستدعي أحدهما الآخر، ويلتقيان عند الارتفاع في المكان والطهارة من الدنس. فالمرفوع عن الأرض أبعد عن نجسها. والمرفوع في المعنى أبعد عن دنسها...