السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ} (34)

ولما كان التفكه لا يكمل الالتذاذ به إلا مع الراحة قال تعالى : { وفرش مرفوعة } أي : رفيعة القدر يقال : ثوب رفيع ، أي : عزيز مرتفع القدر والثمن بدليل قوله تعالى : { متكئين على فرش بطائنها من إستبرق } [ الرحمن : 54 ] فكيف ظهائرها أو مرفوعة فوق السرر بعضها فوق بعض ؛ روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } قال : «ارتفاعها كما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام » . قال : حديث غريب ؛ وقيل : هي كناية عن النساء كما كنى عنهن باللباس ، أي : ونساء مرتفعات الأقدار في حسنهن وكمالهن ، والعرب تسمى المرأة فراشاً ولباساً على الاستعارة .