اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ} (34)

قوله : { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } .

العامة : على ضم الراء ، جمع : «فِرَاش » .

وأبو حيوة{[54870]} : بسكونها ، وهي مخففة من المشهورة .

و«الفُرُش » : قيل : هي الفراش المعهُودة ، مرفوعة على الأسرة .

وقيل : هي كناية عن النساء كما كنى عنهن باللِّباس ، أي : ونساء مرتفعات الأقدار في حسنهن وكمالهن ، والعرب تسمي المرأة فراشاً ولباساً وإزاراً ، قاله أبو عبيدة وغيره .

قالوا : ولذلك أعاد الضمير عليهن [ في قوله{[54871]} ] : «إنَّا أنْشَأناهُنّ » .

وأجاب غيرهم بأنه عائد على النساء الدَّال عليهن الفراش .

وقيل : يعود على الحور المتقدمة{[54872]} .

وعن الأخفش : «هُنّ » ضمير لمن لم يجر له ذكر ، بل يدل عليه السياق .

وقيل : مرفوعة القدر ، يقال : ثوب رفيع أي : [ عزيز ]{[54873]} مرتفع القدر والثمن ، بدليل قوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } فكيف ظهائرها ؟ وقيل : مرفوعة بعضها فوق بعض{[54874]} .

«وروى التِّرمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } قال : «ارْتفَاعُهَا كما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرةَ خَمْسمائة عامٍ » قال : حديث غريب{[54875]} .


[54870]:ينظر: الكشاف 4/461، والمحرر الوجيز 5/244، والبحر المحيط 8/206، والدر المصون 6/259.
[54871]:في ب: لذلك قال.
[54872]:ينظر: الدر المصون 6/259.
[54873]:في ب: رفيع.
[54874]:ينظر: التفسير الكبير 29/145.
[54875]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/640) وابن حبان (2628 – موارد) والترمذي (2543) وأحمد (3/75) والبيهقي في "البعث" رقم (311) وأبو نعيم في "صفة الجنة" رقم (357) من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/224) وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" وابن أبي حاتم والروياني وأبي الشيخ في "العظمة".