قوله تعالى : { ليقولوا ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى } قرأ أبو جعفر : ( ( لكاذبون اصطفى ) ) موصولاً ، على الخبر عن قول المشركين ، وعن الوقف يبتدئان : ( ( اصطفى ) ) بكسر الألف ، وقراءة بقطع الألف ، لأنها ألف استفهام دخلت على ألف الوصل ، فحذفت ألف الوصل وبقيت ألف الاستفهام مفتوحة ، مثل : استكبرت ونحوها . { البنات على البنين }
القول في تأويل قوله تعالى : { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَىَ الْبَنِينَ } : يقول تعالى ذكره موَبّخا هؤلاء القائلين لله البنات من مشركي قريش : أصْطَفَى الله أيها القوم البَنات عَلى البَنِينَ ؟ والعرب إذا وجهوا الاستفهام إلى التوبيخ أثبتوا ألف الاستفهام أحيانا وطرحوها أحيانا ، كما قيل : أذْهَبْتُمْ بالقصر طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنيْا يستفهم بها ، ولا يُستفهم بها ، والمعنى في الحالين واحد ، وإذا لم يستفهم في قوله : أصْطَفَى الْبَناتِ ذهبت ألف اصطفى في الوصل ، ويبتدأ بها بالكسر ، وإذا استفهم فُتحت وقطعت .
وقد ذُكر عن بعض أهل المدينة أنه قرأ ذلك بترك الاستفهام والوصل . فأما قرّاء الكوفة والبصرة ، فإنهم في ذلك على قراءته بالاستفهام ، وفتح ألفه في الأحوال كلها ، وهي القراءة التي نختار لإجماع الحجة من القرّاء عليها .
عود إلى الاستفتاء ، ولذلك لم تعطف لأن بينها وبين ما قبلها كمال الاتصال ، فالمعنى : وقل لهم : اصطفى البنات .
قرأ الجمهور : { أصْطَفَى } بهمزة قطع مفتوحة على أنها همزة الاستفهام وأما همزة الوصل التي في الفعل فمحذوفة لأجل الوصل . وقرأه أبو جعفر بهمزة وصل على أن همزة الاستفهام محذوفة .
والكلام ارتقاء في التجهيل ، أي لو سلمنا أن الله اتخذ ولداً فلماذا اصطفى البنات دون الذكور ، أي اختار لذاته البنات دون البنين والبنون أفضل عندكم ؟
جملة { ما لكم كيف تحكمون } بَدَل اشتمال من جملة { أصْطفى البنات على البنين } فإن إنكار اصطفاء البنات يقتضي عدم الدليل في حكمهم ذلك ، فأبدل { ما لكم كيف تحكمون } من إنكار ادعائهم اصطفاء الله البنات لنفسه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.