فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ} (153)

كرر سبحانه تقريعهم وتوبيخهم ، فقال : { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ } قرأ الجمهور : بفتح الهمزة على أنها للاستفهام الإنكاري وقد حذف معها همزة الوصل استغناء بها عنها ، وقرئ بهمزة وصل تثبت ابتداء وتسقط درجا ، ويكون الاستفهام منوبا قاله الفراء وحذف حرفه للعلم به من المقام ، أو على أن اصطفى وما بعده بدل من الجملة المحكية بالقول ، وعلى تقدير عدم الاستفهام والبدل فقد حكى جماعة من المحققين منهم الفراء أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما في قوله : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } وقيل : هو على إضمار القول والاصطفاء أخذ صفوة الشيء .