المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

1 - أقسم بالآيات المرسلة على لسان جبريل إلى محمد للعرف والخير ، فالآيات القاهرات لسائر الأديان الباطلة تنسفها نسفاً ، وبالآيات الناشرات للحكمة والهداية في قلوب العالمين نشراً عظيماً ، فالفارقات بين الحق والباطل فرقاً واضحاً ، فالملقيات على الناس تذكرة تنفعهم - إعذاراً لهم وإنذاراً - فلا تكون لهم حُجة : إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لنازل لا ريب فيه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

{ فالعاصفات عصفا } يعني الرياح الشديدة الهبوب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

وقوله : فالْعاصِفاتِ عَصْفا يقول جلّ ذكره : فالرياح العاصفات عصفا ، يعني الشديدات الهبوب السريعات الممرّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد ، عن عُرْعرة أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه ، فقال : ما العاصفات عصفا ؟ قال : الريح .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربي ، عن المسعودي ، عن سَلَمَة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود ، فقال : ما العاصفات عصفا ؟ قال : الريح .

حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين ، عن عبد الله ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين قال : سألت عبد الله بن مسعود ، فذكر مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله ، فذكر مثله .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : الريح .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : هي الرياح .

حدثنا عبد الحميد بن بَيَان ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل قال : سألت أبا صالح عن قوله : فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : هي الرياح .

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : ثني أبي ، عن شعبة ، عن إسماعيل السديّ عن أبي صالح صاحب الكلبي ، في قوله فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : هي الرياح .

حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : حدثنا أبو معاوية الضرير وسعيد بن محمد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : هي الريح .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله .

قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن خالد بن عُرْعرة ، عن عليّ رضي الله عنه فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : الريح .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال : الرياح .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

ويكون الصنف الآخر من الرياح في قوله { فالعاصفات عصفاً } ويحتمل أن يكون بمعنى { والمرسلات } الرياح التي يعرفها الناس ويعهدونها ، ثم عقب بذكر الصنف المستنكر الضار وهي { العاصفات } ، ويحتمل أن يريد بالعرف مع الرياح التتابع كعرف الفرس ونحوه ، وتقول العرب هب عرف من ريح ، والقول في العرف مع أن { المرسلات } هي الرياح يطرد على أن { المرسلات } السحاب ، وقرأ عيسى «عُرفاً » بضم الراء ، و { العاصفات } من الريح الشديدة العاصفة للشجر وغيره .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

1

{ فالعاصفات } تفريع على { المرسلات } ، أي ترسل فتعصف ، والعصف يطلق على قوة هبوب الريح فإن أريد بالمرسلات وصف الرياح فالعصف حقيقة ، وإن أريد بالمرسلات وصفُ الملائكة فالعصف تشبيه لنزولهم في السرعة بشدة الريح وذلك في المبادرة في سرعة الوصول بتنفيذ ما أمروا به .

و { عَصْفاً } مؤكد للوصف تأكيداً لتحقيق الوصف ، إذ لا داعي لإِرادة رفع احتمال المجاز .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فالعاصفات عصفا} وهي الرياح.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فالرياح العاصفات عصفا، يعني الشديدات الهبوب السريعات الممرّ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

هي الرياح الشديدة التي تكسر الأشياء، وتقصمها، وهي التي ترسل للإهلاك كقوله تعالى: {فيرسل عليكم قاصفا من الريح} [الإسراء: 69

وإن صرف الكل إلى الملائكة فيحتمل أيضا؛ فقوله عز وجل: {والمرسلات عرفا} أي الملائكة الذين أرسلوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقوله عز وجل: {فالعاصفات عصفا} أي الملائكة الذين يعصفون أرواح الكفار، أي يأخذونها على شدة وغضب.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فالعاصِفاتِ عَصْفاً}:... الآيات المهلكة كالزلازل والخسوف.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان العصوف للعواصف يتعقب الهبوب، عطف بالفاء تعقيباً وتسبيباً، فقال: {فالعاصفات} أي الشديدات من الرياح عقب هبوبها، ومن الملائكة عقب شقها للهواء بما لها من كبر الأجسام والقوة على الإسراع التام.

{عصفاً} أي عظيماً بما لها من النتائج الصالحة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{فالعاصفات} تفريع على {المرسلات}، أي ترسل فتعصف، والعصف يطلق على قوة هبوب الريح؛ فإن أريد بالمرسلات وصف الرياح فالعصف حقيقة، وإن أريد بالمرسلات وصفُ الملائكة فالعصف تشبيه لنزولهم في السرعة بشدة الريح وذلك في المبادرة في سرعة الوصول بتنفيذ ما أمروا به.

{عَصْفاً} مؤكد للوصف تأكيداً لتحقيق الوصف، إذ لا داعي لإِرادة رفع احتمال المجاز.