المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ} (32)

28 - في شجر من النبق مقطوع شوكه ، وشجر من الموز متراكب ثمره بعضه فوق بعض ، وظل منبسط لا يذهب ، وماء منصب في آنيتهم حيث شاءوه ، وفاكهة كثيرة الأنواع والأصناف لا مقطوعة في وقت من الأوقاف ، ولا ممنوعة عمن يُريدها ، وفرش عالية ناعمة .

   
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ} (32)

وقوله - تعالى - : { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } أى : وهم بجانب كل ذلك يتلذذون فى الجنة بفاكهة كثيرة ، هذه الفاكهة ليست مقطوعة عنهم فى وقت من الأوقات ، ولا تمتنع عن طالبها متى طلبها .

وجمع - سبحانه - بين انتفاء قطعها ومنعها ، للإشعار بأن فاكهة الجنة ليست كفاكهة الدنيا فهى تارة تكون مقطوعة ، لأنها لها أوقاتا معينة تظهر فيها ، وتارة تكون موجودة ولكن يصعب الحصول عليها ، لامتناع أصحابها عن إعطائها .

       
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ} (32)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول:"وَفاكِهَةٍ كَثِيرةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ "يقول تعالى ذكره وفيها "فاكِهَةٍ كَثِيرَة" لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا، ولا يمنعهم منها، ولا يحول بينهم وبينها شوك على أشجارها، أو بعدها منهم، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم، أو بما على شجرها من الشوك، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... وأنها كلما قطعت مرة خرجت أخرى مكانها مهيئة للأكل من غير أن يحتاج فيه إلى وقت للنضج كما في الدنيا،... {ولا ممنوعة} أي لا آفة بها فتصير ممنوعة كفواكه الدنيا؛ إذ هي تمنع بآفة تصيبها.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ} يحتمل وجهين:

أحدهما: لا مقطوعة بالفناء ولا ممنوعة بالفساد.

الثاني: لا مقطوعة اللذة بالملل...

وفيه وجه ثالث: لا مقطوعة بالزمان ولا ممنوعة بالأشجار.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ما الحكمة في وصف الفاكهة بالكثرة، لا بالطيب واللذة؟

نقول: قد بينا في سورة الرحمن أن الفاكهة فاعلة كالراضية في قوله: {في عيشة راضية} أي ذات فكهة، وهي لا تكون بالطبيعة إلا بالطيب واللذة، وأما الكثرة، فبينا أن الله تعالى حيث ذكر الفاكهة ذكر ما يدل على الكثرة، لأنها ليست لدفع الحاجة حتى تكون بقدر الحاجة، بل هي للتنعم، فوصفها بالكثرة والتنوع.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

نعم، ليست كفواكه الدنيا من حيث محدوديتها في فصول معيّنة من أسابيع أو شهور، أو يصعب قطفها بلحاظ الأشواك، أو العلو مثل النخيل، أو مانع ذاتي في نفس الإنسان، أو أنّ المضيف الأصلي الذي هو الله والملائكة الموكّلين بخدمة أهل الجنّة يبخلون عليهم.. كلاّ، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالمقتضى موجود بشكل كامل، والمانع بكلّ أشكاله مفقود...