تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

وقوله : { وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } ، قال الإمام أحمد :

حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا دَرَّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن مِقْمَعا مِن حَديد وُضِع في{[20090]} الأرض ، فاجتمع له الثقلان ما أقَلُّوه من الأرض " {[20091]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا{[20092]} دَرَّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو ضُرب الجبلُ بمِقْمَع من حديد ، لتفتت ثم عاد كما كان ، ولو أن دلوا من غَسَّاق يُهَرَاق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " {[20093]} .

وقال ابن عباس في قوله : { وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } قال : يضربون بها ، فيقع كل عضو على حياله ، فيدعون{[20094]} بالثبور .


[20090]:- في ت : "على".
[20091]:- المسند (3/29).
[20092]:- في ت ، ف : "عن".
[20093]:- المسند (3/83) ودراج عن أبي الهيثم ضعيف.
[20094]:- في ت ، ف : "فيدعو".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

المقامع : جمع مِقمعة بكسر الميم بصِيغة اسم آلة القَمع . والقمع : الكف عن شيء بعنف . والمقمعة : السوط ، أي يُضربون بسياط من حديد .

ومعنى { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } أنهم لشدة ما يغمهم ، أي يمنعهم من التنفس ، يحاولون الخروج فيُعَادون فيها فيحصل لهم ألم الخيبة ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب الحريق .