فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

{ ولهم } يجوز في الضمير وجهان أظهرهما أنه يعود على الذين كفروا وفي اللام حينئذ قولان :

أحدهما : أنها للاستحقاق .

والثاني : أنها بمعنى على ، كقوله : ولهم اللعنة وليس بشيء . والوجه الثاني : أن الضمير يعود على الزبانية أعوان جهنم ويدل عليه سياق الكلام وفيه بعد .

وقوله { مقامع } جمع مقمعة ومقمع ، يقال قمعته ضريته بالمقمعة وهي قطعة من حديد ، يقال : قمعه يقمعه من باب قطع إذا ضربه بشيء يزجره به ويذله والمقمعة المطرقة ، وقيل السوط وسميت المقامع لأنها تقمع المضروب أي تذلله ، قال ابن السكيت : يقال : أقمعت الرجل عني إقماعا إذا طلع عليك فرددته عنك ، والمعنى لهم مقامع كائنة .

{ مِنْ حَدِيدٍ } يضربون بها ، اخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الأرض ، ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان " {[1229]} .


[1229]:المستدرك، كتاب الأهوال 4/608.