{ فغشاها ما غشى } : أي بالعذاب ما غشى حيث جعل عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل .
* والمؤتفكة أي قرى قوم لوط سدوم وعموره أهلكهم فرفع تلك القرى إلى عنان السماء ثم أهوى بها إلى الأرض وأرسل عليهم حجارة من طين من سجيل فغشى تلك المدن من العذاب الأليم ما غشى عذاب يعجز الوصف عنه هذا هو الله رب العالمين الذي اتخذ الجهال له أنداداً فعبدوها معه .
هذا هو الله الإِله الحق الذي اتخذ الناس من دونه آلهة لا تعلم ولا تحكم ولا تقدر .
هذا هو الله العزيز المنتقم لأوليائه من أعدائه يشقي عبداً عاداه ويسعد آخرة والاه .
{ فَغَشَّاهَا مَا غشى } أى : فأصابها ما أصابها من العذاب المهين ، والدمار الشامل ، كما قال - تعالى - : { جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ } ويجوز أن يكون الضمير فى { فَغَشَّاهَا } يعود إلى جميع الأمم المذكورة ، وأبهم - سبحانه - ما غشيهم من عذاب ، للتهويل والتعميم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
قال: {فغشاها ما غشى} يعني الحجارة التي غشاها من كان خارجا من القرية، أو كان في زرعه، أو في ضرعه...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"فَغَشّاها ما غَشّى "يقول تعالى ذكره: فغشّى الله المؤتفكة من الحجارة المنضودة المسوّمة ما غشاها، فأمطرها إياه من سِجّيل...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{فغشّاها ما غشّى} قيل: غشّاها الحجارة بعد ذلك، فسوّاها بالأرض. وقيل: غشّى الحجارة مسافريهم ومن غاب عنهم... {فغشّاها} أي غشّى قريات لوط عليه السلام من العذاب ما غشّى أولئك الذين ذكر من قبل من قوم عاد ومن قوم نوح...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مَا غشى} تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وقيل: إن الكناية ترجع إلى جميع هذه الأمم، أي غشاها من العذاب ما غشاهم، وأبهم لأن كلا منهم أهلك بضرب غير ما أهلك به الآخر. وقيل: هذا تعظيم الأمر...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فغشاها} أي أتبعها ما غطاها فكان لها بمنزلة الغشاء، وهولها بقوله: {ما غشى} أي أمراً عظيماً من الحجارة وغيرها لا يسع العقول وصفه.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
بهذا التجهيل والتضخيم والتهويل، الذي تتراءى من خلاله صور الدمار والخسف والتنكيل، الذي يشمل كل شيء ويغشاه فلا يبين!..
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والذي غشاها هو مَطر من الحجارة المحماة، وهي حجارة بركانية قذفت من فوهات كالآبار كانت في بلادهم ولم تكن ملتهبة من قبل قال تعالى: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} [الفرقان: 40] وقال: {وأمطرنا عليها حجارة من سجيل} [هود: 82]. وفاضت عليها مياه غمرت بلادهم فأصبحت بحراً ميتاً.