54- { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى } .
حيث أنزل الله بها صورا مرعبة من الدمار والهلاك ، والخسف والتنكيل الذي يشمل كل شيء ، ويغشاه فلا يبين .
قال تعالى : { فَلَمَّا جَاءَ4 أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } . ( هود : 82-83 ) .
{ فغشاها ما غشى } : أي بالعذاب ما غشى حيث جعل عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل .
* والمؤتفكة أي قرى قوم لوط سدوم وعموره أهلكهم فرفع تلك القرى إلى عنان السماء ثم أهوى بها إلى الأرض وأرسل عليهم حجارة من طين من سجيل فغشى تلك المدن من العذاب الأليم ما غشى عذاب يعجز الوصف عنه هذا هو الله رب العالمين الذي اتخذ الجهال له أنداداً فعبدوها معه .
هذا هو الله الإِله الحق الذي اتخذ الناس من دونه آلهة لا تعلم ولا تحكم ولا تقدر .
هذا هو الله العزيز المنتقم لأوليائه من أعدائه يشقي عبداً عاداه ويسعد آخرة والاه .
{ فَغَشَّاهَا مَا غشى } أى : فأصابها ما أصابها من العذاب المهين ، والدمار الشامل ، كما قال - تعالى - : { جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ } ويجوز أن يكون الضمير فى { فَغَشَّاهَا } يعود إلى جميع الأمم المذكورة ، وأبهم - سبحانه - ما غشيهم من عذاب ، للتهويل والتعميم .