وفي قوله عز وجل : { ولا تبكون } حض على البكاء عند سماع القرآن . وروى سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن هذا القرآن أنزل يخوف ، فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا »{[10744]} ، ذكره الثعلبي .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{و تضحكون} استهزاء {ولا تبكون} يعني كفار مكة مما فيه من الوعيد...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون، أنْ نَزَلَ على محمد صلى الله عليه وسلم، وتضحكون منه استهزاءً به، ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله، وأنتم من أهل معاصيه" وأنْتُمْ سامِدُونَ "يقول: وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذكر، معرضون عن آياته يقال للرجل: دع عنا سُمودَك، يراد به: دع عنا لهوك... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه؛
فقال بعضهم: غافلون. وقال بعضهم: مغنون. وقال بعضهم: مُبَرْطِمون.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
{وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ} فيها وجهان:
أحدهما: تضحكون استهزاء ولا تبكون انزجاراً.
الثاني: تفرحون ولا تحزنون، وهو محتمل...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{وَتَضْحَكُونَ} استهزاء {وَلاَ تَبْكُونَ} والبكاء والخشوع حق عليكم. {وَأَنتُمْ سامدون}...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{ولا تبكون} حض على البكاء عند سماع القرآن.
أي أتضحكون وقد سمعتم أن القيامة قربت، فكان حقا أن لا تضحكوا حينئذ...
ولا تبكون} أي كان حقا لكم أن تبكوا منه فتتركون ذلك وتأتون بضده...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان المعجب قد يمسك نفسه عن الضحك، بين أنهم ليسوا كذلك فقال: {وتضحكون} أي استهزاء تجددون ذلك في كل وقت مبتدأ ضحككم منه وهو بعيد من ذلك، ولما كان إنما يورث الحزن بكونه نزل بالحزن قال: {ولا تبكون} أي كما هو حق من يسمعه...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
{وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} أي: تستعملون الضحك والاستهزاء به، مع أن الذي ينبغي أن تتأثر منه النفوس، وتلين له القلوب، وتبكي له العيون، سماعا لأمره ونهيه، وإصغاء لوعده ووعيده، والتفاتا لأخباره الحسنة الصادقة...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ومم يضحكون؟ وهذا الجد الصارم، وهذه التبعات الكبيرة، وما ينتظر الناس من حساب على حياتهم في الأرض.. كله يجعل البكاء أجدر بالموقف الجد، وما وراءه من الهول والكرب...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.