لغوا : فاحشا أو ساقطا من القول .
تأثيما : حديثا قبيحا يأثم قائله .
25 ، 26- { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلاً سَلامًا سَلامًا } .
إنهم يعيشون في وسط اجتماعي نظيف ، فليس في أحاديث أهل الجنة ، لغو . باطل . ولا تأثيم . ولا أحاديث تؤدي إلى ارتكاب الإثم والكذب ، هم ذاكرون لله تمتعا وأنسا به ، ليس في أحاديثهم ما لا فائدة فيه من اللغو ، وليس في أحاديثهم الكذب أو الغيبة أو النميمة أو أي باطل من الكلام .
{ لغواً ولا تأثيما } : أي لا يسمعون في الجنة لغواً أي فاحش الكلام وما لا خير فيه ولا ما يوقع في الإِثم .
وقوله تعالى وهو من إتمام النعيم أنهم لا يسمعون في جنات النعيم ما يكدر صفو نعيمهم أو ينغص لذة حياتهم من قول بذيء سيء فلا يسمعون فيها أي في الجنة لغواً أي كلاماً فاحشاً ولا تأثيما وهو ما يؤثم قائله وسامعه .
ولما أثبت لها الكمال وجعله لهم ، نفى عنها النقص فقال : { لا يسمعون } أي على حال من الأحوال { فيها لغواً } أي شيئاً مما لا ينفع فإن أنكاً . . . بالسميع الحكيم ذلك ، واللغو : الساقط { ولا تأثيماً * } أي ما{[62102]} يحصل به الإثم أو النسبة إلى الإثم ، بل حركاتهم وسكناتهم كلها{[62103]} رضى الله ، وما قطع قلوب السائرين إلى الله إلا هاتان الخصلتان بينا أحدهم يبني ما ينفعه مجتهداً في البناء إذ هو قد غلبه طبعه فهدم أكثر ما بنى ، وبينا هو يظن أنه قد قرب إذا هو{[62104]} تحقق بمثل ذلك أنه قد بعد ، نزحت داره وشط مزاره ، فاللّه المستعان .