فلما اجتمعوا للموعد ، هم وموسى ، وأهل مصر ، وعظهم موسى وذكرهم وقال : { وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } فتنازعوا وتخاصموا ثم شجعهم فرعون ، وشجع بعضهم بعضا .
ف { قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ } أي : ألقوا كل ما في خواطركم إلقاؤه ، ولم يقيده بشيء دون شيء ، لجزمه ببطلان ما جاءوا به من معارضة الحق .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{قال لهم موسى ألقوا} ما في أيديكم من الحبال والعصي {ما أنتم ملقون}.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
فقالوا عند ذلك لموسى: إما أن تلقي، وإما أن نكون نحن الملقين، وترك ذكر قيلهم ذلك لدلالة خبر الله عنهم أنهم قال لهم موسى: ألقوا ما أنتم ملقون، على أن ذلك معناه ف"قالَ لَهُمْ مُوسَى ألْقُوا ما أنْتُمْ مُلْقُونَ" من حبالكم وعصيكم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ثم حكى ما قال موسى للسحرة، فانه قال لهم "ألقوا ما أنتم ملقون "وهذا بصورة الأمر والمراد به التحدي، والمعنى: اطرحوا ما أنتم ملقوه.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
{قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون}... ولم يرد به أمرهم بالسحر والتمويه بل الإذن في تقديم ما هم فاعلوه لا محالة توسلا به إلى إظهار الحق.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما تشوف السامع إلى جواب نبي الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام أجيب بقوله: {قال لهم موسى} عليه السلام، أي مريداً لإبطال سحرهم لأنه لا يتمكن منه إلا بإلقائهم، لا لمجرد إلقائهم، غير مبال بهم في كثرة ولا علم بعد ما خيروه -كما في غير هذه السورة: {ألقوا ما أنتم ملقون} كائناً ما كان، ازدراء له بالنسبة إلى أمر الله.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ويبدأ المشهد هادئا عاديا. إلا أنه يشي منذ البدء باطمئنان موسى إلى الحق الذي معه؛ وقلة اكتراثه لجموع السحرة المحشودين من المدائن، المستعدين لعرض أقصى ما يملكون من براعة، ووراءهم فرعون وملؤه، وحولهم تلك الجماهير المضللة المخدوعة.. يتجلى هذا الاطمئنان في تركه إياهم يبدأون: (قال لهم موسى: ألقوا ما أنتم ملقون).. وفي التعبير ذاته ما يشي بالاستهانة: (ألقوا ما أنتم ملقون).. بلا مبالاة ولا تحديد ولا اهتمام.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
التقى السحرة بموسى، وقال لهم: {أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ} فهو يعطيهم حق الابتداء ليأتوا بكل ما عندهم، ومكنهم من أن يكون بدء الرمي لهم ليسترهبوا الناس الحاشدين المجتمعين، ويكتسبوا من ذلك حماسة وقوة اندفاع، وهو يعلم أن الله معه، وهو غالبهم بنصر الله تعالى وقوة الحق الذي لا يمكن الله تعالى الباطل منه أبدا.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.