المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

20 - ألم نخلقكم من ماء حقير وهو النطفة ، فجعلنا هذا الماء في مقر يتمكن فيه ، فيتم خلقه وتصويره مؤخراً إلى وقت قد علمه الله ، فقدرنا على خلقه وتصويره وإخراجه ، فنعم المقدرون الخالقون له نحن ؟ ويل يومئذٍ للمكذبين بنعمة الخلق والتقدير .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

{ 20 -24 } { أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }

أي : أما خلقناكم أيها الآدميون { مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ } أي : في غاية الحقارة ، خرج من بين الصلب والترائب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَلَمْ نَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مّكِينٍ * إِلَىَ قَدَرٍ مّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } .

يقول تعالى ذكره : أَلمْ نَخْلُقْكُمْ أيها الناس مِنْ ماءٍ مّهِينٍ يعني من نطفة ضعيفة ، كما :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : أَلمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ يعني بالمهين : الضعيف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

ثم وقف تعالى على أصل الخلقة الذي يقتضي النظر فيها تجويز البعث و «الماء المهين » : معناه الضعيف وهو المني من الرجل والمرأة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

تقرير أيضاً يجري فيه ما تقدم في قوله : { ألم نهلك الأولين ، جيء به على طريقة تعداد الخطاب في مقام التوبيخ والتقريع .

وكل من التقرير والتقريع من مقتضيات ترك العطف لشَبَهه بالتكرير في أنه تكرير معنى وإن لم يكن تكرير لفظ ، والتكرير شبيه بالأعداد المسرودة فكان حقه ترك العطف فيه .

وقد جاء هنا التقرير على ثبوت الإِيجاد بعد العدم إيجاداً متقناً دالاً على كمال الحكمة والقدرة ليفضَى بذلك التقرير إلى التوبيخ على إنكار البعث والإِعادة وإلى إثبات البعث بإمكانه بإعادة الخلق كما بُدىء أول مرة وكفى بذلك مرجحاً لوقوع هذا الممكن لأن القدرة تجري على وفق الإِرادة بترجيح جانب إيجاد الممكن على عدمه .

والماء : هو ماء الرجُل . والمَهين : الضعيف فعيل من مَهُنَ ، إذا ضعُف ، وميمه أصلية وليس هو من مادة هَان .

وهذا الوصف كناية رمزية عن عظيم قدرة الله تعالى إذ خلق من هذا الماء الضعيف إنساناً شديد القوة عقلاً وجسماً .

وحرف { مِن } للابتداء لأن تكوين الإِنسان نشأ من ذلك الماء ، كما تقول : هذه النخلة مِن نواة تَوْزَرِيَّة .

وجعل خلق الإِنسان من ماء الرجل لأنه لا يتم تخلقه إلاّ بذلك الماء إذا لاقى بويضات الدم في الرحم ، فاقتصرت الآية على ما هو مشهور بين الناس لأنهم لا يعلمون أكثر من ذلك ، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم تكوينَ الجنين من ماء المرأة وماء الرجل .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

بيّن لهم بدء خلق أنفسهم لئلا يكذبوا بالبعث، وليعتبروا فقال: يا معشر المكذبين {ألم نخلقكم من ماء مهين} يقول: ماء ضعيف وهو النطفة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"أَلمْ نَخْلُقْكُمْ" أيها الناس "مِنْ ماءٍ مّهِينٍ" يعني من نطفة ضعيفة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

تقديم وتأخير، فجائز أن يكون ذكر هذا ليدفع عنهم الإشكال والريب الذي اعترض لهم في أمر البعث؛ لأن الأعجوبة في الإعادة ليست بأكثر من الأعجوبة في الإنشاء والابتداء، فذكر ابتداء خلقهم لينفي عنهم الريب في الإعادة.

وجائز أن يكون ذكر خلقهم من الماء المهين، وهو الماء المستعاف المستقذر ليدعوا تكبرهم وتجبرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقادوا، ويجيبوا إلى ما دعاهم إليه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

المهين: القليل الغناء، ومثله الحقير الذليل وفى خلق الإنسان على هذا الكمال من الحواس الصحيحة والعقل والتميز من ماء مهين أعظم الاعتبار، وأبين الحجة على ان له مدبرا وصانعا وخالقا خلقه وصنعه فمن جحده كان كالمكابر لما هو من دلائل العقول.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

«الماء المهين»: وهو المني من الرجل والمرأة.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن هذا هو النوع الثالث من تخويف الكفار، ووجه التخويف فيه من وجهين: (الأول) أنه تعالى ذكرهم عظيم إنعامه عليهم، وكلما كانت نعمة الله عليهم أكثر كانت جنايتهم في حقه أقبح وأفحش، وكلما كان كذلك كان العقاب أعظم، فلهذا قال عقيب ذكر هذا الإنعام: {ويل يومئذ للمكذبين}...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

من الجولة في المصارع والأشلاء، إلى جولة في الإنشاء والإحياء، مع التقدير والتدبير، للصغير والكبير:

(ألم نخلقكم من ماء مهين؟ فجعلناه في قرار مكين؟ إلى قدر معلوم؟ فقدرنا فنعم القادرون. ويل يومئذ للمكذبين)..

وهي رحلة مع النشأة الجنينية طويلة عجيبة، يجملها هنا في لمسات معدودة. ماء مهين. يودع في قرار الرحم المكين. إلى قدر معلوم وأجل مرسوم.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تقرير أيضاً يجري فيه ما تقدم في قوله: {ألم نهلك الأولين، جيء به على طريقة تعداد الخطاب في مقام التوبيخ والتقريع.

وكل من التقرير والتقريع من مقتضيات ترك العطف لشَبَهه بالتكرير في أنه تكرير معنى وإن لم يكن تكرير لفظ، والتكرير شبيه بالأعداد المسرودة فكان حقه ترك العطف فيه.

والماء: هو ماء الرجُل. وميمه أصلية وليس هو من مادة هَان.

وحرف {مِن} للابتداء لأن تكوين الإِنسان نشأ من ذلك الماء، كما تقول: هذه النخلة مِن نواة تَوْزَرِيَّة.

وجعل خلق الإِنسان من ماء الرجل لأنه لا يتم تخلقه إلاّ بذلك الماء إذا لاقى بويضات الدم في الرحم، فاقتصرت الآية على ما هو مشهور بين الناس لأنهم لا يعلمون أكثر من ذلك، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم تكوينَ الجنين من ماء المرأة وماء الرجل.