السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

{ ألم نخلقكم } أي : أيها المكذبون بما لنا من العظمة التي لا تغيرها عظمة { من ماء مهين } أي : ضعيف حقير وهو المني ، وهذا نوع آخر من تخويف الكفار وهو من وجهين : الأوّل : أنه تعالى ذكرهم عظيم إنعامه عليهم وكل ما كان نعمه عليه أكثر كان جنايته في حقه أقبح وأفحش . الثاني : أنه تعالى ذكرهم أنه قادر على الابتداء ، والقادر على الابتداء قادر على الإعادة ، فكما أنكروا هذه الدلالة الظاهرة لا جرم قال تعالى في حقهم : { ويل يومئذ للمكذبين } وهذه الآية نظير قوله تعالى : { ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين } [ السجدة : 8 ] . وقرأ كل القراء بإدغام القاف في الكاف وإبقاء الصفة ولهم أيضاً إدغام الصفة مع الحذف .