تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (20)

الآية 20 : وقوله تعالى : { ألم نخلقكم من ماء مهين }[ تقديم وتأخير ]{[22940]} فجائز أن يكون ذكر هذا ليدفع عنهم الإشكال والريب الذي اعترض لهم في أمر البعث ، لأن الأعجوبة في الإعادة ليست بأكثر من الأعجوبة في الإنشاء والابتداء ، فذكر ابتداء خلقهم لينفي عنهم الريب في الإعادة .

وجائز أن يكون ذكر خلقهم من الماء المهين ، وهو الماء المستعاف المستقذر ليدعوا تكبرهم وتجبرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقادوا ، ويجيبوا إلى ما دعاهم إليه .

وأخبر أنه خلقهم في الظلمات التي لا تنتهي إليها تدبير البشر ليعلموا أنه قادر على ما يشاء ، ويعرفوا أنه لا يخفى عليه شيء ، فحملهم ذلك على المراقبة وعلى التيقظ والتبصر .


[22940]:أدرجت هذه العبارة في الأصل و م: بعد:{المفلحون}.