وهنا رد عليهم موسى - عليه السلام - بثقة وثبات بقوله : { كَلاَّ } أى : كلا لن يدرككم ، فاثبتوا ولا تجزعوا { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } .
بهذا الجزم والتأكيد رد موسى على بنى إسرائيل ، وهو رد يدل على قوة إيمانه ، وثبات يقينه ، وثقته التى لا حدود لها فى نصر الله - تعالى - له ، وفى هدايته إياه إلى طريق الفوز والفلاح .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{قال} موسى، عليه السلام: {كلا} لا يدركوننا {إن معي ربي سيهدين} الطريق.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"كَلاّ إن مَعِيَ رَبّي سَيَهْدِينِ" قال موسى لقومه: ليس الأمر كما ذكرتم، "كلا "لن تدركوا "إن معي ربي سيهدين"، يقول: سيهدين لطريق أنجو فيه من فرعون وقومه.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 61]
{فلما تراءى الجمعان} جمع موسى وجمع فرعون، أي رأى بعضهم بعضا {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} {قال} موسى {قال كلا إن معي ربي سيهدين}. كان قوم موسى لم يعلموا بالبشارة التي بشرها الله موسى أنهم لا يدركون، وهو ما قال: {لا تخاف دركا ولا تخشى} [طه: 77] أي لا تخاف دركهم، ولا تخشى فرعون وقومه. لذلك قالوا: {إنا لمدركون}. وكانت البشارة لهم لا لموسى خاصة. يدل [على] ذلك قول موسى {كلا إن معي ربي سيهدين} على إثر قولهم {إنا لمدركون} أي كلا إنهم لا يدركونكم.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{قَالَ} موسى ثقة بوعد اللّه {كَلاَّ} لا يدركونكم {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} طريق النجاة.
أحدهما: {إن معي ربي} وهذا دلالة النصرة والتكفل بالمعونة.
والثاني: قوله: {سيهدين} والهدى هو طريق النجاة والخلاص، وإذا دله على طريق نجاته وهلاك أعدائه، فقد بلغ النهاية في النصرة.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
{قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} أي: لا يصل إليكم شيء مما تحذرون، فإن الله، سبحانه، هو الذي أمرني أن أسير هاهنا بكم، وهو لا يخلف الميعاد.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{قال} أي موسى عليه الصلاة والسلام وثوقاً بوعد الله، ناطقاً بمثل ما كلمه به ربه في أول القصة من قوله: {كلا} أي لا يدركونكم أصلاً؛ ثم علل ذلك تسكيناً لهم بقوله: {إن معي ربي} فكأنهم قالوا: وماذا عساه يفعل وقد وصلوا؟ قال: {سيهدين} أي بوعد مؤكد عن قرب، إلى ما أفعل مما فيه خلاصكم.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ولكن موسى الذي تلقى الوحي من ربه، لا يشك لحظة وملء قلبه الثقة بربه، واليقين بعونه، والتأكد من النجاة، وإن كان لا يدري كيف تكون. فهي لا بد كائنة والله هو الذي يوجهه ويرعاه. (قال: كلا إن معي ربي سيهدين). كلا. في شدة وتوكيد. كلا لن نكون مدركين. كلا لن نكون هالكين. كلا لن نكون مفتونين. كلا لن نكون ضائعين (كلا إن معي ربي سيهدين) بهذا الجزم والتأكيد واليقين.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
قال موسى عليه السلام ردا ومنعا: {كلا} وهذه نفي لأن يدركوهم أو نفي لما يترتب على لحاقهم بهم، وقوله: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} هي لإذهاب الخوف من نفوسهم، فإذا كانوا يرهبون بعزة فرعون الموهومة، فنحن في كلاءة الله تعالى، ورعايته، الله تعالى ربي الذي أنشأني وحاطني بحمايته، وكلاءته، وهو الحي القيوم رب السموات والأرض، ويهديني إلى طريق النجاة منهم، والسين لتأكيد هداية الله لطريق النجاة في المستقبل وكانت النجاة.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{قَالَ كَلاَّ} فلن يستطيعوا اللحاق بنا مهما حاولوا، لأن القضية ليست في مستوى القضايا العادية التي ترتكز على القدرة البشرية، بل هي في مستوى التدبير الإلهي الذي لا يخضع للأمور المألوفة في قوانين الطبيعة {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} فهو الحافظ لي من الأعداء وهو الناصر لي عليهم، في ما وعدني به في بداية الرسالة. ولذلك فإني واثق بأنه سيدلني إلى الطريق الآمن الذي لن يستطيعوا اللحاق بي من خلاله.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.