المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

17 - إنا اختبرنا أهل مكة بالإنعام عليهم فكفروا . كما اختبرنا أصحاب الجنة حين حلفوا ليقطعن ثمار جنتهم مبكرين ، ولا يذكرون الله فيعلقون الأمر بمشيئته .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

ولهذا أقسموا وحلفوا من غير استثناء ، أنهم سيصرمونها أي : يجذونها مصبحين ، ولم يدروا أن الله بالمرصاد ، وأن العذاب سيخلفهم عليها ، ويبادرهم إليها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

{ وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } أي : دون أن يجعلوا شيئا - ولو قليلا - من ثمار هذا البستان للمتحاجين ، الذين أوجب الله - تعالى - لهم حقوقا في تلك الثمار .

وقيل : معنى { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } ولم يقولوا إن شاء الله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

{ وَلا يَسْتَثْنُونَ } أي : فيما حلفوا به .

ولهذا حنثهم الله في أيمانهم ، فقال : { فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

يعني تعالى ذكره بقوله : إنّا بَلَوْناهُمْ : أي بلونا مشركي قريش ، يقول : امتحناهم فاختبرناهم ، كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنّةِ ، يقول : كما امتحنا أصحاب البستان ، { إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنّها مُصْبِحِينَ } يقول : إذ حلفوا ليصرمُنّ ثمرها إذا أصبحوا . وَلا يَستَثْنون : ولا يقولون إن شاء الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد بن السريّ ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماكَ ، عن عكرِمة ، في قوله : { لا يَدْخُلَنّها اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكينٌ } قال : هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة ، كان يطعم المساكين منها ، فلما مات أبوهم ، قال بنوه : والله إن كان أبونا لأحمق حين يُطعم المساكين ، فأقسموا ليصرمنها مصبحين ، ولا يستثنون ، ولا يطعمون مسكينا .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { لَيَصْرِمُنّها مُصْبِحينَ } قال : كانت الجنة لشيخ ، وكان يتصدّق ، فكان بنوه ينهونه عن الصدقة ، وكان يمسك قوت سنته ، وينفق ويتصدّق بالفضل ، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا : { لا يَدْخُلَنّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ } .

وذُكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { إنّا بَلَوْناهُمْ كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنّةِ إذْ أقْسَمُوا . . . }الاَية ، قال : كانوا من أهل الكتاب .

والصرم : القطع ، وإنما عنى بقوله لَيَصْرِمُنّها لَيَجُدّنّ ثمرتها ، ومنه قول امرىء القيس :

صَرَمَتْكَ بَعْدَ تَوَاصُلٍ دَعْدُ *** وَبَدا لِدَعْدٍ بعضُ ما يَبْدُو

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

{ ولا يستثنون } ولا يقولون إن شاء الله ، وإنما سماه استثناء لما فيه من الإخراج ، غير أن المخرج به خلاف المذكور ، والمخرج بالاستثناء عينه . أو لأن معنى لأخرج إن شاء الله ، ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد ، أو ولا يستثنون حصة المساكين ، كما كان يخرج أبوهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

ومعنى { لا يستثنون } : أنهم لا يستثنون من الثمرة شيئاً للمساكين ، أي أقسموا ليَصْرِمُنّ جميع الثمر ولا يتركون منه شيئاً . وهذا التعميم مستفاد مما في الصرم من معنى الخزن والانتفاع بالثمرة وإلاّ فإن الصرم لا ينافي إعطاءَ شيء من المجذوذ لمن يريدون . وأُجمل ذلك اعتماداً على ما هو معلوم للسامعين من تفصيل هذه القصة على عادة القرآن في إيجاز حكاية القصص بالاقتصار على موضع العبرة منها .

وقيل معناه : { لا يستثنون } لإِيمانهم بأن يقولوا إن شاء الله كما قال تعالى : { ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلاّ أن يشاء الله } [ الكهف : 2324 ] . ووجه تسميته استثناء أن أصل صيغته فيها حرف الاستثناء وهو ( إلاّ ) ، فإذا اقتصر أحد على « إن شاء الله » دون حرف الاستثناء أطلق على قوله ذلك استثناءٌ لأنه على تقدير : إلا أن يشاء الله . على أنه لما كان الشرط يؤول إلى معنى الاستثناء أطلق عليه استثناء نظراً إلى المعنى وإلى مادة اشتقاق الاستثناء .

وعلى هذا التفسير يكون قوله : { ولا يستثنون } من قبيل الإِدماج ، أي لِمبلغ غرورهم بقوة أنفسهم صاروا إذا عزموا على فعل شيء لا يتوقعون له عائقاً ، والجملة في موضع الحال ، والتعبير بالفعل المضارع لاستحضار حالتهم العجيبة من بُخلِهم على الفقراء والأيتام .

وعلى الروايات كلها يعلم أن أهل هذه الجنة لم يكونوا كفاراً ، فوجه الشبه بينهم وبين المشركين المضروب لهم هذا المثل هو بطر النعمة والاغترار بالقوة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{ولا يَسْتَثْنونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يستثنون من المساكين، قاله عكرمة.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقوله تعالى: {ولا يستثنون} ولا يتوقفون في ذلك، أو ولا يثنون عن رأي منع المساكين.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ومعنى {لا يستثنون}: أنهم لا يستثنون من الثمرة شيئاً للمساكين، أي أقسموا ليَصْرِمُنّ جميع الثمر ولا يتركون منه شيئاً. وهذا التعميم مستفاد مما في الصرم من معنى الخزن والانتفاع بالثمرة وإلاّ فإن الصرم لا ينافي إعطاءَ شيء من المجذوذ لمن يريدون. وأُجمل ذلك اعتماداً على ما هو معلوم للسامعين من تفصيل هذه القصة على عادة القرآن في إيجاز حكاية القصص بالاقتصار على موضع العبرة منها...

وعلى هذا التفسير يكون قوله: {ولا يستثنون} أي لِمبلغ غرورهم بقوة أنفسهم صاروا إذا عزموا على فعل شيء لا يتوقعون له عائقاً، والتعبير بالفعل المضارع لاستحضار حالتهم العجيبة من بُخلِهم على الفقراء والأيتام. وعلى الروايات كلها يعلم أن أهل هذه الجنة لم يكونوا كفاراً، فوجه الشبه بينهم وبين المشركين المضروب لهم هذا المثل هو بطر النعمة والاغترار بالقوة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وعند التدقيق في قرارهم هذا يتّضح لنا أنّ تصميمهم هذا لم يكن بلحاظ الحاجة أو الفاقة، بل إنّه ناشئ عن البخل وضعف الإيمان، واهتزاز الثقة بالله سبحانه، لأنّ الإنسان مهما اشتدّت حاجته، فإنّه يستطيع أن يترك للفقراء شيئاً ممّا أعطاه الله.