اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ} (18)

17

قوله : { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } .

هذه مستأنفة ، ويضعف كونها حالاً من حيث إن المضارع المنفي ب «لا » كالمثبت في عدم دخول الواو عليه وإضمار مبتدأ قبله ، كقولهم : «قمت وأصك عينه » مستغنى عنه .

ومعنى : «لا يَسْتثْنُونَ » لا يستثنون للمساكين من جملة ذلك القدر الذي كان يدفعه أبوهم للمساكين ، من الثني ، وهو الكف والرد ؛ لأنَّ الحالف إذا قال : واللَّهِ لأفعلن كذا إلا أن يشاء اللَّهُ غيره ، فقد رد انعقاد تلك اليمين .

وقيل : المعنى : لا يستثنون عزمهم عن الحرماتِ .

وقيل : لا يقولون ، إن شاء الله .

قال الزمخشريُّ : وسمي استثناء وهو شرط ؛ لأن معنى : لأخرجن إن شاء الله ، ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد .