المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

8- ثم جعل ذريته - بعد ذلك - متخلقة من ماء قليل ضعيف لا يُؤْبَه له في العادة{[176]} .


[176]:في هذه الآية الكريمة {من ماء مهين} المهين من الرجال: الضعيف، والمهين: القليل. وقوله تعالى: {من ماء مهين} أي من ماء قليل ضعيف، ومثله قوله تعالى على لسان فرعون: {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}. فلا مانع من أن تفسر كلمة مهين في الآية ماء منصب أو دافق أو مقذور أو قليل.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

{ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي : ذرية آدم ناشئة { مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ } وهو النطفة المستقذرة الضعيفة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

{ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أى : ذريته ، وسميت بذلك لأنها تنسل وتنفصل منه .

{ مِن سُلاَلَةٍ } أى : من خلاصة ، وأصلها ما يسل ويخلص بالتصفية .

{ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } أى : ممتهن لا يهتم بشأنه ، ولا يعتنى به ، والمقصود به : المنى الذى يخرج من الرجل .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

ثم نعود إلى ظلال القرآن !

( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) . .

من ماء النطفة الذي هو المرحلة الأولى في تطور الجنين : من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام إلى كمال التكوين الجنيني ، في هذه السلالة التي تبدأ بالماء المهين . وإنها لرحلة هائلة حين ينظر إلى طبيعة التطورات التي تمر بها تلك النقطة الضائعة من ذلك الماء المهين . حتى تصل إلى الإنسان المعقد البديع التكوين ! وإنها لمسافة شاسعة ضخمة بين الطور الأول والطور الأخير .

وذلك ما يعبر عنه القرآن في آية واحدة تصور هذه الرحلة المديدة :

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

والنسل : الأبناء والذرية . سمي نسلاً لأنه ينسل ، أي : ينفصل من أصله وهو مأخوذ من نَسَلَ الصوفُ والوَبَر إذا سقط عن جلد الحيوان ، وهو من بابي كتب وضرب .

و { من } في قوله { من سلالة } ابتدائية . وسميت النطفة التي يتقوم منها تكوين الجنين سُلالة كما في الآية لأنها تنفصل عن الرجل ، فقوله { من ماء مهين } بيان ل { سلالة . } و { من } بيانية فالسلالة هي الماء المهين ، هذا هو الظاهر لمتعارف الناس ؛ ولكن في الآية إيماء علمي لم يدركه الناس إلا في هذا العصر وهو أن النطفة يتوقف تكوّن الجنين عليها لأنه يتكون من ذرات فيها تختلط مع سلالة من المرأة وما زاد على ذلك يذهب فضلة ، فالسلالة التي تنفرز من الماء المهين هي النسل لا جميع الماء المهين ، فتكون { من } في قوله { من ماء مهين } للتبعيض أو للابتداء .

والمهين : الشيء الممتهن الذي لا يعبأ به . والغرض من إجراء هذا الوصف عليه الاعتبار بنظام التكوين إذ جعل الله تكوين هذا الجنس المكتمل التركيب العجيب الآثار من نوع ماء مهراق لا يُعبأ به ولا يصان .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ثم جعل نسله} ذرية آدم عليه السلام.

{من سلالة} النطفة التي نسل من الإنسان.

{من ماء مهين} يعني بالماء النطفة، ويعني بالمهين الضعيف.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"ثُمّ جَعَلَ نَسْلَهُ" يعني ذرّيته من سلالة، يقول: من الماء الذي انسلّ فخرج منه. وإنما يعني من إراقة من مائه...

وقوله: "مِنْ ماءٍ مَهينٍ" يقول: من نطفة ضعيفة رقيقة... عن قَتادة:... والسلالة: هي الماء المهين الضعيف... عن ابن عباس، في قوله "مِنْ سُلالَةِ" قال: صفو الماء.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{من سلالة من ماء مهين} أي استخرج من الظهر، وسل منه ونزع.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

سميت الذرية نسلاً؛ لأنها تنسل منه، أي: تنفصل منه وتخرج من صلبه ونحوه قولهم للولد: سليل ونجل.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين)..

من ماء النطفة الذي هو المرحلة الأولى في تطور الجنين: من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام إلى كمال التكوين الجنيني، في هذه السلالة التي تبدأ بالماء المهين. وإنها لرحلة هائلة حين ينظر إلى طبيعة التطورات التي تمر بها تلك النقطة الضائعة من ذلك الماء المهين. حتى تصل إلى الإنسان المعقد البديع التكوين! وإنها لمسافة شاسعة ضخمة بين الطور الأول والطور الأخير.

وذلك ما يعبر عنه القرآن في آية واحدة تصور هذه الرحلة المديدة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

المهين: الشيء الممتهن الذي لا يعبأ به؛ والغرض من إجراء هذا الوصف عليه الاعتبار بنظام التكوين إذ جعل الله تكوين هذا الجنس المكتمل التركيب العجيب الآثار من نوع ماء مهراق لا يُعبأ به ولا يصان.