المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

و «النسل » ما يكون عن الحيوان من الولد كأنه مأخوذ من نسل الشيء إذا خرج من موضعه ، ومنه قوله تعالى : { وهم من كل حدب ينسلون }{[9412]} [ الأنبياء : 96 ] ومنه نسل ريش الطائر إذا تساقط ، و «السلالة » من سل يسل فكأن الماء يسل من الإنسان ومن ذلك قول الشاعر : [ الطويل ]

فجاءت به عضب الأديم غضنفراً . . . سلالة فرج كان غير حصين{[9413]}

و «المهين » الضعيف ، مهن الإنسان إذا ضعف وذل{[9414]} .


[9412]:من الآية 96 من سورة الأنبياء.
[9413]:البيت لحسان بن ثابت، وهو في ديوانه – تحقيق سيد حنفي حسنين. د- أثبته تحت رقم 68 في صفحة 396 ضمن (إضافات لأبيات ومقطعات لم ترد في النسخة الأم)، وهو أيضا في (اللسان-سلل) قال: " وسلالة الشيء: ما استل منه، والنطفة سلالة الإنسان، قال حسان: البيت". ويروى البيت: (حملت به) بدلا من (فجاءت)، (وقال محقق اللسان- طبعة دار المعارف- القاهرة) في الهامش: عضب بالضاد المعجمة، هكذا في الأصل، ولعله بالصاد المهملة، ولعل الذي دفعه إلى ذلك أن المعاني اللغوية المعروفة لكلمة (عضب) لا تناسب المعنى هنا اللهم إلا أن يراد به غلظ الجلد ومتانته. والغضنفر: هو الرجل الغليظ الجثة مثل الغضافر، يقال: غضفر الشيء إذا ثقل. والسلالة: الولد يخرج من بطن أمه، فهو سليل وسلالة، وفي اللسان: "قال أبو الهيثم: ما سل من صلب الرجل وترائب المرأة، والمؤلف يستشهد بالبيت على أن السلالة هو الولد حين يسل من أبيه وأمه، ومثل هذا البيت قول هند بنت النعمان التي كانت تعتز بنفسها، وتزوجت رجلا لا تطيقه فقالت: وهل كنت إلا مهرة عربية سلالة أفراس تحللها بغل؟
[9414]:يقال: مهن الرجل بضم الهاء بمعنى: ضعف وذل، أما مهن بفتح الهاء فمعناها: صارت له مهنة،و مصدر الأولى: مهانة، ومصدر الثانية : مَهنا ومَهنة ومِهنة.