المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

15 - لا يدخلها مخلَّدا فيها إلا الكافر الذي كذَّب بالحق وأعرض عن آيات ربه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

{ الَّذِي كَذَّبَ } بالخبر { وَتَوَلَّى } عن الأمر .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

وقوله - تعالى - : { الذي كَذَّبَ وتولى } صفة لهذا الشقى ، لزيادة التشنيع عليه ، والذم له . أى : سيحترق بهذه النار هذا الإِنسان الذى بلغ الغاية فى الشقاء والتعاسة ، والذى من صفاته أنه كذب بالحق ، وأعرض عن الطاعة . وسار فى طريق الكفر والجحود ، حتى أدركه الموت ، وهو على ذلك .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

ثم يبين من هو الأشقى . إنه : ( الذي كذب وتولى ) . . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

ثم فسره فقال : { الَّذِي كَذَّبَ } أي : بقلبه ، { وَتَوَلَّى } أي : عن العمل بجوارحه وأركانه .

قال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا عبد ربه{[30161]} بن سعيد ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار إلا شقي " . قيل : ومن الشقي ؟ قال : " الذي لا يعمل بطاعة ، ولا يترك لله معصية " {[30162]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يونس وسُريج قالا حدثنا فُلَيح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هُرَيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى " . قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " .

ورواه البخاري عن محمد بن سنان ، عن فُلَيح ، به{[30163]}


[30161]:- (1) في أ: "حدثنا عبد الله".
[30162]:- (2) المسند (2/349).
[30163]:- (3) المسند (2/361) وصحيح البخاري برقم (7280).
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى } أي { لا يصلاها } صلي خلود ، ومن هنا ضلت المرجئة لأنها أخذت نفي الصلي مطلقاً في قليله وكثيره ، و { الأشقى } هنا ، الكافر بدليل قوله الذي كذب ، والعرب تجعل أفعل في موضع فاعل مبالغة كما قال طرفة : [ الطويل ]

تمنى رجال أن أموت وإن أمت *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد{[11864]}


[11864]:لم أجد هذا البيت في شعر طرفة، وقد استشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن، وكذلك استشهد به الطبري، وقد أورد في أمالي القالي ضمن ثلاثة أبيات كتب بها يزيد بن عبد الملك إلى أخيه هشام، وكان الخليفة بعده، وهي: تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فما عيش من يرجو رداي بضائري وما عيش من يرجو رداي بمخلد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تجهز لأخرى مثلها فكأن قد قيل: فكتب إليه هشام: ومن لا يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب فكتب إليه يزيد بأبيات لمعن بن أوس يقول أولها: لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو والمنية أول وقيل: إن الذي كتب بالأبيات الثلاثة هو الوليد إلى أخيه سليمان –جاء ذلك في مروج الذهب للمسعودي- ومعنى "يبغي خلاف الذي مضى": يبغي أن يخلف غيره على ميراثه. وقد حقق الأستاذ عبد العزيز الميمني البيت الذي يدور حوله الحديث عند شرحه لذيل الأمالي، ووصل إلى أن البيت لمالك بن القين الأنصاري. والمؤلف هنا يستشهد بالبيت على أن (أوحد) جاءت بمعنى (واحد)، وهذا كما في قوله تعالى: {وهو أهون عليه} فإن (أهون) جاءت بمعنى (هين)، والصيغة هنا لمجرد الوصف ولا تعطي معنى التفضيل، وقد ناقش البغدادي في خزانة الأدب هذه الصيغة وقال: إن هذا الشاهد وما يماثله يمكن أن يعطي معنى التفضيل لا مجرد الوصف.