ولهذا قال بعد هذا : { فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } أي : من جميع أنواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون ، ومما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .
قال إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظلة{[27925]} .
وقال ابن عباس : ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء ، يعني : أن بين ذلك بَونًا عظيما ، وفرقًا بينا في التفاضل .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فيهما من كل فاكهة} من كل ألوان الفاكهة {زوجان} يعني صنفان...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"فِيهِما مِنْ كُلّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ "يقول تعالى ذكره: فيهما من كلّ نوع من الفاكهة ضربان، فبأيّ آلاء ربكما التي أنعم بها على أهل طاعته من ذلك تكذّبان.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي صنفان ولونان على غير تغير اللون، ولا فساد يدخل في ذلك، لأن تغير اللون في الدنيا، لا يكون للفواكه إلا بعد دخول فساد فيها، يخبر أن تغير لونه لا لفساد، يدخل في ذلك،...وقال بعضهم: إنما ذكر الزوجين من الفواكه لما أن قلوب البشر قد حظرت بأحد الزوجين وتمنيتهم أنفسهم، والزوج الآخر، هو لطف من الله تعالى على عباده فضلا منه إليهم من غير أن يخطر على بالهم، ولا وقعت عليه أبصارهم، ولا انتهت إليه آمالهم إكراما لهم وإحسانا...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
... وكل ذلك للإطراف والإمتاع "فبأي آلاء ربكما تكذبان".
{فيهما من كل فاكهة زوجان} معناه كل واحدة منهما زوج، أو معناه في كل واحدة منهما من الفواكه زوجان، ويحتمل أن يكون المراد مثل ذلك أي في كل واحدة من الجنتين زوج من كل فاكهة ففيهما جميعا زوجان من كل فاكهة، وهذا إذا جعلنا الكنايتين فيهما للزوجين، أو نقول: من كل فاكهة لبيان حال الزوجين...
عند ذكر الأفنان لو قال: فيهما من كل فاكهة زوجان كان متناسبا لأن الأغصان عليها الفواكه، فما الفائدة في ذكر العينين بين الأمرين المتصل أحدهما بالآخر؟ نقول: جرى ذكر الجنة على عادة المتنعمين، فإنهم إذا دخلوا البستان لا يبادرون إلى أكل الثمار بل يقدمون التفرج على الأكل، مع أن الإنسان في بستان الدنيا لا يأكل حتى يجوع ويشتهي شهوة مؤلمة فكيف في الجنة فذكر ما يتم به النزهة وهو خضرة الأشجار، وجريان الأنهار، ثم ذكر ما يكون بعد النزهة وهو أكل الثمار، فسبحان من يأتي بالآي بأحسن المعاني في أبين المباني...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
أراد تفضيل هاتين الجنتين على الجنتين اللتين دونهما، فإنه ذكرها هنا عينين جاريتين، وذكر ثم عينين تنضحان بالماء والنضح دون الجري، فكأنه قال: في تينك الجنتين من كل فاكهة نوع، وفي هذه الجنة من كل فاكهة نوعان.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
{فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} أي: من جميع أنواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون، ومما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}...
وقال ابن عباس: ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء، يعني: أن بين ذلك بَونًا عظيما، وفرقًا بينا في التفاضل...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فيهما} أي هاتين الجنتين العاليتين، ودل على جميع كل ما يعلم وزيادة بقوله: {من كل فاكهة} أي تعلمونها أو لا تعلمونها {زوجان} أي صنفان يكمل أحدهما بالآخر كما لا يدرك كنه أحد الزوجين بسبب العمل بما يرضى والآخر بالانتهاء عما يسخط...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.