وقوله : فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ يقول تعالى ذكره في هاتين الجنتين اللتين من دون الجنتين اللتين هما لمن خاف مقام ربه ، عينان نضاختان ، يعني فوّارتان .
واختلف أهل التأويل في المعنى الذي تنضخان به ، فقال بعضهم : تنضخان بالماء . ذكر من قال ذلك :
حدثنا هناد بن السريّ ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك عن عكرِمة ، في قوله : فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ قال : ينضخان بالماء .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : نَضّاخَتانِ قال : تنضخان بالماء .
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ يقول : نضاختان بالماء .
وقال آخرون : بل معنى ذلك أنهما ممتلئتان . ذكر من قال ذلك :
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : عَيْنانِ نَضّاخَتانِ قال : ممتلئتان لا تنقطعان .
وقال آخرون : تنضخان الماء والفاكهة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ قال : بالماء والفاكهة .
وقال آخرون : نضاختان بألوان الفاكهة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر ، عن سعيد فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ قال : نضاختان بألوان الفاكهة .
وقال آخرون : نضاختان بالخير . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ يقول : نضاختان بالخير .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : عُنِي بذلك أنهما تنضخان بالماء ، لأنه المعروف بالعيون إذ كانت عيون ماء .
و { نضاختان } : فوّارتان بالماء ، والنضخ بخاء معجمة في آخره أقوى من النضح بالحاء المهملة الذي هو الرَّش .
وقد وصف العينان هنا بغير ما وصف به العينان في الجنتين المذكورتين ، فقِيل : هما صنفان مختلفان في أوصاف الحسن يُشير اختلافهما إلى أن هاتين الجنتين دون الأولَيْن في المحاسن ولذلك جاء هنا { فيهما فاكهة ونخل ورمان } ، وجاء فيما تقدم { فيهما من كل فاكهة زوجان } [ الرحمن : 52 ] . وقيل : الوصفان سواء ، وعليه فالمخالفة بين الصنفين من الأوصاف تفنّن .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فيهما عينان نضاختان} مملؤتان من كل خير لا ينتقصان...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ" يقول تعالى ذكره في هاتين الجنتين اللتين من دون الجنتين اللتين هما لمن خاف مقام ربه، عينان نضاختان، يعني فوّارتان. واختلف أهل التأويل في المعنى الذي تنضخان به؛
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهما ممتلئتان...
وقال آخرون: تنضخان الماء والفاكهة...
وقال آخرون: نضاختان بألوان الفاكهة...
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك أنهما تنضخان بالماء، لأنه المعروف بالعيون إذ كانت عيون ماء.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: تنضخان بالمسك والعنبر كما ينضخ طير الماء على بيوت أهل الدنيا.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
وأصل النضخ الرش، وهو أكثر من النضح.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
(فيهما) يعني الجنتين اللتين وصفهما بأنهما (مدهامتان) (عينان نضاختان) فعين الماء المكان الذي ينبع منه الماء،ووجه الحكمة في العين النضاخة أن النفس إذا رأت الماء يفور كان أمتع، وذلك على ما جرت به العادة.
{فيهما عينان نضاختان} أي فائرتان ماؤهما متحرك إلى جهة فوق، وأما العينان المتقدمتان فتجريان إلى صوب المؤمنين فكلاهما حركتهما إلى جهة مكان أهل الإيمان...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.