ثم علل - سبحانه - ما أصابهم من عذاب أليم ، فقال : { إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً . وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } أى : إن هؤلاء الطغاة كانوا فى الدنيا لا يخافون حسابنا ، ولا يفكرون فيه ، بل كانوا يكذبون به ، وبكل ما جاءهم به رسولنا تكذيبا عظيما .
وقوله : { كِذَّاباً } مصدر كذب ، ومجئ فِعَّال بمعنى تفعيل فى مصدر فعَّل فصيح شائع الغاية فى قبحه وإفراطه . وهو منصوب على أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله .
قال صاحب الكشاف : قوله : { كِذَّاباً } أى : تكذيبا . وفِعَّال فى باب فَعَّل ، كله فاش فى كلام فصحاء العرب لا يقولون غيره . وهو مصدر كذَّب . .
وقوله : إنّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِسابا يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء الكفار كانوا في الدنيا لا يخافون محاسبة الله إياهم في الاَخرة على نعمه عليهم ، وإحسانه إليهم ، وسوء شكرهم له على ذلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : لا يَرْجُونَ حِسابا قال : لا يبالون فيصدّقون بالغيب .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِسابا أي لا يخافون حسابا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إنّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِسابا قال : لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب ، وكيف يرجو الحساب من لا يُوقن أنه يحيا ، ولا يوقن بالبعث وقرأ قول الله : بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الأوّلُونَ قالُوا أئِذَا مِتْنا وكُنّا تُرَابا . . . إلى قوله أساطِيرُ الأوّلِينَ ، وقرأ : هَلْ نَدُلّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبّئُكُمْ إذَا مُزّقْتُمْ كُلّ مُمَزّق . . . إلى قوله جَدِيدٍ فقال بعضهم لبعض : ماله أفْترَى عَلى اللّهِ كَذِبا أمْ بِه جِنّةٌ الرجل مجنون حين يخبرنا بهذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.