التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

والضمير فى قوله - سبحانه - : { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } يعود إلى الكفرة المعذبين بهذا الحميم الذى تصهر به البطون .

والمقامع : جمع مقمعة - بكسر الميم وسكون القاف وفتح الميم الثانية - ، وهى آلة تستعمل فى القمع عن الشىء ، والزجر عنه ، يقال : قمع فلان فلانا إذا قهره وأذله .

أى : وخصصت لهؤلاء الكافرين مضارب من حديد تضربهم بها الملائكة على رءوسهم زيادة فى إذلالهم وقهرهم .

وقيل : إن الضمير فى " لهم " يعود على خزنة النار . أى : ولخزنة النار مضارب من حديد يضربون بها هؤلاء الكافرين .

وعلى كلا القولين فالآية الكريمة تصور هوان هؤلاء الكافرين أكمل تصوير .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

و «المِقمعة » بكسر الميم مقرعة من حديد يقمع بها المضروب{[8334]} ، وقوله : { أرادوا } روي فيه أن لهب النار إذا ارتفع رفعهم فيصلون إلى أبواب النار فيريدون الخروج فيضربون ب «المقامع » وتردهم الزبانية و «من » في قوله { منها } الابتداء الغاية ، وفي قوله { من غم } يحتمل أن تكون لبيان الجنس ويحتمل أن تكون لابتداء غاية أيضاً وهي بدل من الأولى .


[8334]:وقوله تعالى: [والجلود] معطوف على [ما] في قوله سبحانه: {ما في بطونهم}، فالجلود تصهر أيضا مع ما في البطون، وقيل: بل التقدير: يصهر ما في البطون وتحرق الجلود؛ لأن الجلود لا تذاب إنما تجتمع على النار وتنكمش، وهذا كقول الشاعر: علفتها تبنا وماء باردا أي: وسقيتها ماء.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ} (21)

المقامع : جمع مِقمعة بكسر الميم بصِيغة اسم آلة القَمع . والقمع : الكف عن شيء بعنف . والمقمعة : السوط ، أي يُضربون بسياط من حديد .

ومعنى { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } أنهم لشدة ما يغمهم ، أي يمنعهم من التنفس ، يحاولون الخروج فيُعَادون فيها فيحصل لهم ألم الخيبة ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب الحريق .