ثم بين - سبحانه - النتائج المترتبة على كتابة الملائكة لأفعال الإِنسان فقال : { إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ . وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ . يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدين . وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } .
والأبرار : جمع بر - بفتح الباء - ، وهو الإِنسان التقى الموفى بعهد الله - تعالى - .
والفجار : جمع فاجر ، وهو الإِنسان الكثير الفجور ، أى : الخروج عن طاعة الله - تعالى - أى : إن المؤمنين الصادقين الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه ، لفى نعيم دائم ، وهناء مقيم ، وإن الفجار الذين نقضوا عهودهم مع الله ، وفسقوا عن أمره ، لفى نار متأججة بعضها فوق بعض ، هؤلاء الفجار الذين شقوا عصا الطاعة { يَصْلَوْنَهَا } أى : يدخلون الجحيم ويقاسون حرها { يَوْمَ الدين } أى : يوم الجزاء والحساب .
وجملة { يصلونها } صفة ل { جحيم } ، أو حال من { الفجار } ، أو حال من الجحيم ، وصَلْيُ النار : مَسُّ حرّها للجسم ، يقال : صلي النارَ ، إذا أحس بحرّها ، وحقيقته : الإِحساس بحرّ النار المؤلم ، فإذا أريد التدفّي قيل : اصطلى .
و { يوم الدين } ظرف ل { يصلونها } وذُكر لبيان : أنهم يصلونها جزاء عن فجورهم لأن الدين الجزاء ويوم الدين يوم الجزاء وهو من أسماء يوم القيامة .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يَصْلَى هؤلاء الفجار الجحيم يوم القيامة، يوم يُدان العباد بالأعمال، فيُجازَوْنَ بها...
عن ابن عباس، قوله:"يَوْمَ الدّينِ "من أسماء يوم القيامة، عظّمه الله، وحذّره عباده...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
يعني لا يكونون غائبين عن الجحيم بل يكونون مؤبدين فيها...
(يصلونها) يلزمونها بكونهم فيها ومنه المصطلي الملازم للنار متدفيا...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
و «يصلون» معناه: يباشرون حرّها بأبدانهم،...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{يصلونها} أي يغمسون فيها كالشاة المصلية فيباشرون حرها {يوم الدين} أي الجزاء على الأعمال المضبوطة على مثاقيل الذر...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.