ثم بين - سبحانه - أن له مطلق التصرف فى اختيار رسله فقال : { الله يَصْطَفِي مِنَ الملائكة رُسُلاً وَمِنَ الناس . . . } .
أى : الله - تعالى - وحده هو الذى يختار من بين ملائكته رسلا يرسلهم لتبليغ وحيه إلى أنبيائه ، كما اختار جبريل - عليه السلام - لهذه الوظيفة ، وهو الذى يختار من بين الناس رسلا ، كما اختار إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم لهذه المهمة ، فهو - سبحانه - أعلم حيث يجعل رسالته .
{ إِنَّ الله } - تعالى - { سَمِيعٌ } لأقوال عباده { بَصِيرٌ } بأحوالهم ، لا تخفى عليه خافية من شئونهم .
القول في تأويل قوله تعالى : { اللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
يقول تعالى ذكره : الله يختار من الملائكة رسلاً كجبريل وميكائيل اللذين كانا يرسلهما إلى أنبيائه ومن شاء من عباده ومن الناس ، كأنبيائه الذين أرسلهم إلى عباده من بني آدم . ومعنى الكلام : الله يصطفي من الملائكة رسلاً ، ومن الناس أيضا رسلاً . وقد قيل : إنما أنزلت هذه الاَية لما قال المشركون : أنزل عليه الذكر من بيننا ، فقال الله لهم : ذلك إليّ وبيدي دون خلقي ، أختار من شئت منهم للرسالة .
وقوله : إنّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يقول : إن الله سميع لما يقول المشركون في محمد صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من عند ربه ، بصير بمن يختاره لرسالته من خلقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.