فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} (75)

ثم أراد أن يرد عليهم ما يعتقدونه في النبوات والالهيات فقال :

{ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا } كجبريل وإسرائيل وميكائيل وعزرائيل{[1246]} والحفظة { و } يصطفي أيضا رسلا { مِنَ النَّاسِ } وهم الأنبياء فيرسل الملك إلى النبي والنبي إلى الناس أو يرسل الملك بقبض أرواح مخلوقاته أو لتحصيل ما ينفعه أو لإنزال العذاب عليهم .

أخرج الحاكم وصححه عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اصطفى موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة ) {[1247]} ؛ وأخرج عن أنس ، وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( موسى بن عمران صفي الله ) {[1248]} قال المحلي : نزل لما قال المشركون : { أأنزل عليه الذكر من بيننا } أي وليس بأكبرنا ولا أشرفنا ، والقائل هو الوليد بن المغيرة ، ووجه مناسبة هذه الآية لما قبلها أنه ذكر ما يتعلق بالآلهيات ذكر ههنا ما يتعلق بالنبوءات ، وقال الرازي : وجه المناسبة أنه لما أبطل فيما قبلها عبادة الأوثان أبطل ههنا عبادة الملائكة .

{ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ } لأقوال عباده { بَصِيرٌ } بمن يختاره من خلقه


[1246]:لعل المصنف يريد ملك الموت، ولم يثبت من طريق صحيح تسمية ملك الموت عزرائيل ـ المطيعي.
[1247]:المستدرك كتاب التاريخ 2/575.
[1248]:المستدرك كتاب التاريخ 2/576.