التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ} (50)

ثم وصفهما - سبحانه - بصفات أخرى كريمة فقال : { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } أى : فى كل جنة منهما عين تجرى بالماء العذب الفرات . . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ} (50)

( فيهما عينان تجريان ) . . فماؤهما غزير ، وسهل يسير .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ} (50)

وتثنية { عينان } جار على نحو ما تقدم في تثنية { جنتان } ، وكذلك تثنية ضميري { فيهما } وضمير { تجريان } تبع لتثنية مَعَادهما في اللفظ .

فإن كان الجنتان اثنتين لكل من خَاف مقام ربه فلكل جنة منهما عين فهما عينان لكل من خاف مقام ربه ، وإن كان الجنتان جنسين فالتثنية مستعملة في إرادة الجمع ، أي عيون على عدد الجنات ، وكذلك إذا كان المراد من تثنية { جنتان } الكثرة كما تثنيه { عينان } للكثرة .

وفصل بين الأفنان وبين ذكر الفاكهة بذكر العينين مع أن الفاكهة بالأفنان أنسب ، لأنه لما جرى ذكر الأفنان ، وهي من جمال منظر الجنة أعقب بما هو من محاسن الجنات وهو عيون الماء جمعاً للنظيرين ، ثم أعقب ذلك بما هو من جمال المنظر ، أعني : الفواكه في أفنانها ومن ملذات الذوق .

وأما تثنية زوجان فإن الزوج هنا النوع ، وأنواع فواكه الجنة كثيرة وليس لكل فاكهة نوعان : فإمّا أن نجعل التثنية بمعنى الجمع ونجعل إيثار صيغة التثنية لمراعاة الفاصلة ولأجل المزاوجة مع نظائرها من قوله : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } إلى هنا .

وإما أن نجعل تثنية { زوجان } لكون الفواكه بعضها يؤكل رطباً وبعضها يؤكل يابساً مثل الرطب والتمر والعنب والزبيب ، وأخص الجوز واللوز وجافهما .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ} (50)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره في هاتين الجنتين عينا ماء تجريان خلالهما، فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وصفت بالعين لصفائها أو بأنها جارية لأنه أمتع لها.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} حيث شاءوا في الأعالي والأسافل.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فيهما عينان تجريان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، فيهما من كل فاكهة زوجان، فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي في كل واحدة منهما عين جارية.

قوله: {ذواتا أفنان} و {فيهما عينان تجريان} و {فيهما من كل فاكهة زوجان} كلها أوصاف للجنتين المذكورتين فهو كالكلام الواحد تقديره: جنتان ذواتا أفنان، ثابت فيهما عينان، كائن فيهما من كل فاكهة زوجان.

فإن قيل: ما الفائدة في فصل بعضها عن بعض بقوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} ثلاث مرات مع أنه في ذكر العذاب ما فصل بين كلامين بها حيث قال: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} مع أن إرسال نحاس غير إرسال شواظ، وقال: {يطوفون بينها وبين حميم آن} مع أن الحميم غير الجحيم، وكذا قال تعالى: {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون} وهو كلام تام، وقوله تعالى: {يطوفون بينها وبين حميم آن} كلام آخر ولم يفصل بينهما بالآية المذكورة؟

نقول: فيه تغليب جانب الرحمة، فإن آيات العذاب سردها سردا وذكرها جملة ليقصر ذكرها، والثواب ذكره شيئا فشيئا، لأن ذكره يطيب للسامع فقال بالفصل وتكرار عود الضمير إلى الجنس بقوله: {فيهما عينان}، {فيهما من كل فاكهة} لأن إعادة ذكر المحبوب محبوب، والتطويل بذكر اللذات مستحسن...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

...وفصل بين الأفنان وبين ذكر الفاكهة بذكر العينين مع أن الفاكهة بالأفنان أنسب، لأنه لما جرى ذكر الأفنان، وهي من جمال منظر الجنة أعقب بما هو من محاسن الجنات وهو عيون الماء جمعاً للنظيرين، ثم أعقب ذلك بما هو من جمال المنظر، أعني: الفواكه في أفنانها ومن ملذات الذوق. وإن كان الجنتان جنسين فالتثنية مستعملة في إرادة الجمع، أي عيون على عدد الجنات، وكذلك إذا كان المراد من تثنية {جنتان} الكثرة كما تثنيه {عينان} للكثرة.