فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ} (50)

{ فيهما } أي في كل واحدة منهما { عينان تجريان } حيث شاؤوا في الأعالي والأسافل ، وهذا أيضا صفة أخرى للجنتين قال الحسن : إحداهما السلسبيل والأخرى التسنيم ، وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن ، والأخرى من خمر لذة للشاربين ، قيل : كل واحدة منهما مثل الدنيا أضعافا مضاعفة ، حصاهما الياقوت الأحمر ، والزبرجد الأخضر ، وترابهما الكافور وحمأتهما المسك الأذفر وحافتاهما الزعفران .

وقال أبو بكر الوراق : تجريان لمن كانت عيناه في الدنيا تجريان من مخافة الله عز وجل ، فتجريان في كل مكان شاء صاحبهما ، وإن علا مكانه ، كما تصعد المياه في الأشجار في كل غصن منها ، وإن زاد علوها